[منها ما كان على وزن فعل سبا للذكور، والخلاف في كونه قياسيا منها ما كان على وزن فعال سبا للإناث]
  فاستعمله خبرا ضرورة، وينقاس هذا وفعال بمعنى الأمر كنزال من كلّ فعل،
= (ص ٧٣) - وتبعه التبريزي - إلى أبي الغريب النصري، وما ذكره المؤلف هنا عجز بيت من الوافر، وصدره قوله:
أطوّف ما أطوف ثمّ آوي
اللغة: (أطوف) مضارع من التطويف، وهو بمعنى أجول وأدور، والصيغة تدل على كثرة الطواف في الأرض، ووقع عند ابن السكيت والتبريزي (أطود) بالدال المهملة مكان الفاء، وهو بمعنى أطوف (آوي) مضارع (أوى فلان إلى منزله يأوي) مثل رمى يرمي، وذلك إذا رجع إليه (قعيدته) قعيدة البيت - بفتح القاف - المرأة، أطلق عليها ذلك لكونها تلازم القعود في البيت (لكاع) بفتح أوله وثانيه، بزنة حذام وقطام ونحوهما - لئيمة، ومثله اللكيعة.
المعنى: هجا زوجته ووصفها بأنها لئيمة دنيئة، ووصف أنه يكثر التطواف في الأرض رغبة في تحصيل قوته وقوت عياله ثم يعود إلى منزل لا يجد فيه أسباب الراحة؛ لأن المرأة التي تقيم فيه دنيئة.
الإعراب: (أطوف) فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا (ما) مصدرية (أطوف) فعل مضارع فاعله مستتر فيه كسابقه (ثم) حرف عطف (آوي) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا إلى حرف جر بيت مجرور بإلى، والجار والمجرور متعلق بقوله آوي (قعيدته) قعيدة: مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف وضمير الغائب العائد إلى البيت مضاف إليه (لكاع) ظاهره أنه خبر المبتدأ مبني على الكسر في محل رفع، وجملة المبتدأ والخبر في محل صفة لبيت، وبهذا الظاهر تمسك بعض النحاة؛ فاستشهد به لما سنذكره، وسنذكر في بيان الاستشهاد وجها آخر فيه.
الشاهد فيه: قوله (لكاع) حيث استعمله خبرا للمبتدأ ضرورة، ومن الناس من يقدره مقولا لقول محذوف، والتقدير: قعيدته مقول لها يا لكاع؛ فلا يكون حينئذ قد خرج عن أصله.
وقد عثرت في مسند الإمام أحمد بن حنبل على حديث فيه استعمال (لكاع) مفعولا به، وذلك في قول سعد بن عبادة سيد الأنصار (ج ٤ ص ٦) (ولكني قد تعجبت، أني لو وجدت لكاعا قد تفخذها رجل - الحديث).