أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: ندبة المضاف لياء المتكلم]

صفحة 51 - الجزء 4

  صلة نحو: (وا من حفر بئر زمزماه)، أو في مضاف إليه، نحو: (وا غلام زيداه)، أو في محكيّ نحو: (وا قام زيداه) فيمن اسمه قام زيد، ومن ضمّة نحو: (وا زيداه)، أو كسرة، نحو: (وا عبد الملكاه)، و (وا حذاماه) فإن أوقع حذف الكسرة أو الضمة في لبس أبقيا، وجعلت الألف ياء بعد الكسرة، نحو: (وا غلامكي) وواوا بعد الضّمة، نحو: (وا غلامهو) أو (وا غلامكمو)، ولك في الوقف⁣(⁣١) زيادة هاء السّكت بعد أحرف المد.

[فصل: ندبة المضاف لياء المتكلم]

  فصل: وإذا ندب المضاف للياء فعلى لغة من قال: (يا عبد) بالكسر، أو (يا عبد) بالضم، أو (يا عبدا) بالألف، أو (يا عبدي) بالإسكان، يقال: (وا عبدا) وعلى لغة من قال: (يا عبدي) بالفتح، أو (يا عبدي) بالإسكان، يقال: (وا عبديا) بإبقاء الفتح على الأول، وباجتلابه على الثاني، وقد تبيّن أن لمن سكن الياء أن يحذفها أو يفتحها، والفتح رأي سيبويه، والحذف رأي المبرد.

  وإذا قيل (يا غلام غلامي) لم يجز في الندبة حذف الياء؛ لأن المضاف إليها غير منادى.


= وذهب الفراء إلى أنه يجوز حذف التنوين مع بقاء الكسرة التي تقتضيها الإضافة فيلزم قلب الألف ياء لما قلنا فيقال (واغلام زيديه).

(١) وقد زادوا - في النداء وفي الندبة - الهاء في الوصل معاملة للوصل معاملة الوقف، ضرورة، ومن ذلك قول المجنون:

فناديت يا ربّاه أوّل سؤلتي ... لنفسي ليلى ثمّ أنت حسيبها

ومن ذلك قول الراجز:

وا مرحباه بحمار ناجيه ... إذا أتى قرّبته للسّانيه

وقد وقع من ذلك في شعر المتنبي:

وا حرّ قلباه ممّن قلبه شبم ... ومن بجسمي وحالي عنده ضرم