أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[ما يشترط في الاسم المراد ترخيمه]

صفحة 52 - الجزء 4

هذا باب الترخيم⁣(⁣١)

[ما يشترط في الاسم المراد ترخيمه]

  يجوز ترخيم المنادى - أي: حذف آخره تخفيفا - وذلك بشرط كونه معرفة⁣(⁣٢)، غير مستغاث⁣(⁣٣)، ولا مندوب، ولا ذي إضافة، ولا ذي إسناد؛ فلا يرخّم نحو قول


(١) الترخيم في اللغة معناه التسهيل والتليين، يقال (صوت رخيم) أي سهل لين، وقال الشاعر:

لها بشر مثل الحرير، ومنطق ... رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر

وهو في اصطلاح النحاة (حذف بعض الكلمة على وجه مخصوص).

واعلم أن الترخيم على ثلاثة أنواع، الأول ترخيم النداء، وهو الذي عقد له المؤلف هذا الباب، والثاني ترخيم الضرورة، وقد عقد له المؤلف فصلا في آخر هذا الباب أوله قوله (ويجوز ترخيم غير المنادى - الخ) والثالث ترخيم التصغير، وقد تحدث عنه المؤلف في باب التصغير.

(٢) أطلق المؤلف هنا لفظ المعرفة وأراد منه خصوص المعرفة بالعلمية، إن كان مجردا من التاء كما سينص عليه، فإن كان الاسم مختوما بالتاء صح ترخيمه إن كان علما لمؤنث أو لمذكر كفاطمة وحمزة، أو كان معرفة بالقصد إليه كالنكرة المقصودة مثل جارية كما في الشاهد ٤٥٢ الآتي قريبا، ومثل ناقة في قول الشاعر:

يا ناق سيري عنقا فسيحا ... إلى سليمان فتستريحا

وإنما اختصت المعرفة بالترخيم لأن المعارف يكثر نداؤها، والشيء إذا كثر استعماله طلبوا فيه التخفيف، والترخيم ضرب من التخفيف وإنما جعلوا التخفيف بحذف آخرها لأنهم يشعرون بأن أواخر الكلمات محل التغيير.

(٣) قد ورد في الشعر ترخيم المستغاث المقرون بلام الاستغاثة وغير المقرون بها، وأما الأول ففي نحو قول الشاعر:

كلّما نادى مناد منهم ... يا لتيم اللّه قلنا يا لمال

فإنه أراد (يا لمالك) فرخمه بحذف آخره وهو حرف الكاف، وهو مستغاث مقرون باللام، وأما ترخيم المستغاث غير المقرون باللام فنحو قول أبي شريخ الأحوص الكلابي:

تمنّاني ليقتلني لقيط ... أعام لك ابن صعصعة بن سعد

وقد حمل العلماء ذلك على أنه ضرورة؛ وممن نص على أنه ضرورة ابن الضائع، =