[خطبة «أوضح المسالك»]
[خطبة «أوضح المسالك»]
  
  الحمد للّه رب العالمين، والصلاة والسّلام الأتمّان الأكملان على سيدنا محمد خاتم النبيين، وإمام المتقين، وقائد الغرّ المحجّلين(١)، وعلى آله وصحبه أجمعين، صلاة وسلاما دائمين بدوام السّموات والأرضين.
  أما بعد حمد اللّه مستحقّ الحمد وملهمه، ومنشئ الخلق ومعدمه، والصّلاة والسّلام على أشرف الخلق وأكرمه، المنعوت بأحسن الخلق وأعظمه، محمد نبيّه، وخليله وصفيّه، وعلى آله وأصحابه، وأحزابه وأحبابه، فإن كتاب الخلاصة الألفية، في علم العربية، نظم الإمام العلامة جمال الدين أبي عبد اللّه محمد بن مالك الطائي، |!، كتاب صغر حجما، وغزر علما(٢)، غير أنه لإفراط الإيجاز، قد كاد يعدّ من جملة الألغاز.
  وقد أسعفت طالبيه، بمختصر يدانيه(٣)، وتوضيح يسايره ويباريه، أحلّ به ألفاظه وأوضح معانيه، وأحلّل به تراكيبه، وأنقّح مبانيه(٤)، وأعذب به موارده، وأعقل به شوارده(٥)، ولا أخلي منه مسألة شاهد أو تمثيل، وربما أشير فيه إلى
(١) الغرّ: جمع أغرّ، وهو ذو الغرة، وأصلها بياض في جبهة الفرس. والمحجل: أصله الفرس يكون في قوائمه بياض، وأراد هنا بياض الوجه وبياض القدمين من أثر الوضوء، وهذه الفقرة من قوله ﷺ «أنا قائد الغر المحجلين يوم القيامة».
(٢) غزر - بضم العين وهي هنا الزاي - كثر.
(٣) يدانيه: يقاربه.
(٤) أنقح: أهذب.
(٥) أعقل: أمنع، والشوارد: النوافر، واحدها شارد أو شاردة.