أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب شرح الكلام، وشرح ما يتألف الكلام منه:

صفحة 12 - الجزء 1

  خلاف أو نقد أو تعليل، ولم آل جهدا في توضيحه وتهذيبه، وربما خالفته في تفصيله وترتيبه.

  وسميته: «أوضح المسالك، إلى ألفية ابن مالك».

  وباللّه أعتصم⁣(⁣١)، وأسأله العصمة مما يصم⁣(⁣٢)، لا ربّ غيره، ولا مأمول إلا خيره، عليه توكلت، وإليه أنيب.

هذا باب شرح الكلام، وشرح ما يتألف الكلام منه:

  الكلام - في اصطلاح النحويين - عبارة عما اجتمع فيه أمران: اللفظ، والإفادة.

  والمراد باللفظ الصوت المشتمل على بعض الحروف، تحقيقا أو تقديرا.

  والمراد بالمفيد: ما دلّ على معنى يحسن السكوت عليه.

  وأقل ما يتألف الكلام من اسمين: ك «زيد قائم» ومن فعل واسم، ك «قام زيد» ومنه «استقم»؛ فإنه من فعل الأمر المنطوق به، ومن ضمير المخاطب المقدّر بأنت⁣(⁣٣).


(١) أعتصم: أمتنع.

(٢) يصم: يعيب.

(٣) ينبغي لك أن تعلم قبل كل شيء أن مراد النحويين من قولهم «أقل ما يتألف منه الكلام اسمان أو فعل واسم» أن هاتين الصورتين أقل الصور التي يتألف منها الكلام المفيد أجزاء، وليس معناه أن الكلام لا يتألف إلّا من اسمين أو فعل واسم، فقد تتبع النحاة كلام العرب فوجدوه يرد على ست صور إجمالا - وهي إحدى عشرة صورة تفصيلا - وذلك لأنه إما أن يتألف من اسمين، وإما من فعل واسم، وإما من جملتين، وإما من فعل واسمين، وإما من فعل وثلاثة أسماء، وإما من فعل وأربعة أسماء، فهذه ست صور على وجه الإجمال.

أما على وجه التفصيل فالمؤلف من اسمين له أربع صور، لأن الاسمين إما مبتدأ وخبر نحو «زيد قائم» وإما مبتدأ وفاعل سد مسد الخبر نحو «أقائم الزيدان» وإما مبتدأ ونائب فاعل سد مسد الخبر نحو «أمضروب زيد» وإما اسم فعل وفاعله نحو «هيهات العقيق». =