أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[يشترط في ترخيم غير المختوم بالتاء أن يكون علما زائدا على ثلاثة أحرف]

صفحة 57 - الجزء 4

  ثلاثة، ك (جعفر)، و (سعاد)، ولا يجوز ذلك في نحو إنسان لمعين، ولا في نحو:

  زيد، ولا في نحو: حكم، وقيل: يجوز في محرّك الوسط دون ساكنه، وقيل: يجوز فيهما⁣(⁣١).


= المختوم بتاء التأنيث كما في الأبيات الثلاثة السابقة، ومن جهة حذف حرف النداء.

وقد علمت فيما مضى أول باب النداء أن الكوفيين أجازوا حذف حرف النداء فيما إذا كان المنادى اسم جنس، وأن البصريين منعوا ذلك وحملوا ما ورد منه على الضرورة، وأن ابن مالك رآه قليلا لا ممنوعا.

وأما ترخيم اسم الجنس غير المختوم بالتاء فأجازه قوم من النحاة، ومنعه الجمهور ووافق ابن مالك الجمهور في ذلك.

ومن ترخيم اسم الجنس غير المختوم بالتاء - غير ما ذكرنا - قولهم في مثل (أظرق كرى) وأصل (كرى) عند أكثر حملة اللغة (كروان) بفتح الكاف والراء والواو، ونظيره في الوزن من الأسماء (ورشان) لطائر يشبه الحمامة، ويجمعان على كروان وورشان - بكسر أولهما وسكون ثانيهما - والكروان: طائر، ويقال له أيضا: الحجل، والقبج - بفتح أولهما وثانيهما جميعا - قال الخليل بن أحمد الكروان طائر لا ينام بالليل، يصيدونه بقولهم (أطرق كرى، إن النعام في القرى) فإذا سمعها تلبد في الأرض فيلقى عليه ثوب فيصاد، اه بمعناه رخموا (كروان) بحذف النون، ثم حذف الألف التي قبل النون لأنها حرف علة ساكن مسبوق بثلاثة أحرف كما يفعلون في ترخيم عثمان وقحطان وعمران، ثم عاملوا الباقي من حروفه كما لو كانت كلمة وضعت على هذه الأحرف فقلبوا الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، كما يقلبون الواو والياء ألفا في رحى وعصا.

وفي هذا المثل ترخيم اسم الجنس غير المختوم بتاء التأنيث، وحذف حرف النداء، والأمثال في نظر النحاة مثل الشعر تكون محل الضرورة كما يكون الشعر محل الضرورة، ووجه هذا عندهم أنها مبنية على الإيجاز والاختصار، خصوصا إذا قصد فيها إلى السجع كما في هذا المثل، ومن أجل ذلك لم يصلح المثل للاستدلال به عند البصريين.

(١) أما الذي ذهب إلى أن ترخيم الثلاثي المحرك الوسط جائز فهو الفراء، قال ذلك قياسا، لأنه رأى أن حركة الحرف قامت مقام حرف آخر في مواضع منها في باب منع =