أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: المحذوف للترخيم إما حرف، وإما حرفان، وإما كلمة، وإما كلمة وحرف]

صفحة 58 - الجزء 4

[فصل: المحذوف للترخيم إما حرف، وإما حرفان، وإما كلمة، وإما كلمة وحرف]

  فصل: والمحذوف للترخيم إمّا حرف، وهو الغالب، نحو: (يا سعا)، وقراءة بعضهم: يا مال⁣(⁣١).

  وإما حرفان، وذلك، إذا كان الذي قبل الآخر من أحرف اللين، ساكنا، زائدا، مكمّلا أربعة فصاعدا، وقبله حركة من جنسه لفظا أو تقديرا، وذلك نحو: مروان، وسلمان، وأسماء، ومنصور، ومسكين علما، قال:

  [٤٥٣] -

  يا مرو إنّ مطيّتي محبوسة


= الاسم من الصرف فإنهم يفرقون بين هند وسقر لأن الأول ساكن الوسط والثاني متحركه ومنها في باب النسب فإنهم يفرقون بين حبلي ومرطي لذلك السبب، وأما القول بجواز ترخيم الثلاثي مطلقا - أي سواء أكان محرك الوسط أم ساكنه - فإنه نسب إلى بعض الكوفيين ولم يعينوه.

(١) سورة الزخرف، الآية: ٧٧

[٤٥٣] - هذا الشاهد من كلام الفرزدق، وهو من شواهد سيبويه (ج ١ ص ٣٣٧) والذي أنشده المؤلف صدر بيت من الكامل، وعجزه قوله:

ترجو الحباء، وربّها لم ييأس

اللغة: (يا مرو) أراد يا مروان؛ فرخمه بحذف حرفين (مطيتي) المطية: الراحلة، مأخوذ من المطو وهو الإسراع؛ لأنها تسرع في سيرها، أو من المطا وهو الظهر؛ لأن راكبها يقتعد ظهرها (محبوسة) أراد أنها ممنوعة من العود إلى منازل صاحبها (الحباء) بكسر الحاء، بزنة الكتاب - العطاء (ربها) صاحبها (لم ييأس) لم يقطع الأمل في أن يصل إليه عطاؤك، وما زال رجاؤه منعقدا بك.

الإعراب: (يا) حرف نداء مبني على السكون لا محل له من الإعراب (مرو) منادى مرخم مبني على الضم في محل نصب (إن) حرف توكيد ونصب مبني على الفتح لا محل له (مطيتي) مطية اسم إن منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه (محبوسة) خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة (ترجو) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الواو، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى المطية (الحباء) مفعول به لترجو منصوب بالفتحة الظاهرة، وجملة الفعل المضارع وفاعله ومفعوله في محل نصب حال (وربها) الواو واو الحال، رب: مبتدأ مرفوع بالضمة، وهو مضاف وضمير الغائبة العائد إلى المطية مضاف إليه (لم) حرف نفي وجزم وقلب (ييأس) فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون وحرك بالكسر =