أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الترخيم

صفحة 60 - الجزء 4

  بخلاف نحو: (شمأل) علما؛ فإنّ زائده - وهو الهمزة - غير حرف لين، ونحو: (هبيّخ⁣(⁣١)، وقنوّر⁣(⁣٢)) علمين؛ لتحرّك حرف اللين، ونحو: (مختار، ومنقاد) علمين؛ لأصالة الألفين، ونحو: (سعيد وثمود وعماد)؛ لأنّ السّابق على حرف اللين اثنان⁣(⁣٣)، وبخلاف نحو: (فرعون وغرنيق) علما؛ لعدم مجانسة الحركة، ولا خلاف في نحو: (مصطفون) و (مصطفين) علمين؛ لأنّ أصلهما (مصطفيون) و (مصطفيين) فالحركة المجانسة مقدّرة.

  وإما كلمة برأسها، وذلك في المركّب المزجيّ، تقول في معد يكرب (يا معدي).


= ونصب (الحوادث) اسم إن (ملقى) خبر إن (ومنتظر) الواو حرف عطف، منتظر:

معطوف على ملقى.

الشاهد فيه: قوله (يا أسم) فإن أصله (يا أسماء) فرخمه بحذف الهمزة وحذف الألف قبلها ومثله قول الآخر، وهو من شواهد سيبويه (ج ١ ص ٣٣٧).

يا نعم هل تحلف لا تدينها

أراد (يا نعمان) فحذف النون والألف التي قبلها. ومثله قول عامر بن الطفيل:

أنازلة أسماء أم غير نازله ... أبيني لنا يا أسم ما أنت فاعله

ومعنى نازلة هنا ذاهبة إلى منى.

(١) الهبيخ - بفتح الهاء والباء وتشديد الياء مفتوحة، بزنة سفرجل - الغلام الممتلئ الجسم التار، والجارية هبيخة - بالتاء - والياء المشددة زائدة للإلحاق بسفرجل.

(٢) القنور - بفتحات مشدد الواو، بزنة سفرجل أيضا - الضخم الرأس، تقول: بغير قنور، ويقال: القنور هو الشرس الصعب في كل شيء.

(٣) والأصل الذي يجري عليه كلامهم أن يرخموا ما يكون قبل حرف اللين حرفان هجائيان بحذف الحرف الآخر من الاسم فقط، ولا يحذفون حرف اللين، فمن ذلك قول أوس بن حجر، وهو من شواهد سيبويه (١/ ٣٣٦):

تنكّرت منّا بعد معرفة لمي ... وبعد التّصافي والشّباب المكرّم

يريد (لميس) فحذف السين ووفر ما قبلها فأبقاه على حاله.

ومن ذلك قول يزيد بن محزم:

فقلتم تعال يا يزي بن محزّم ... فقلت لكم إنّي حليف صداء

يريد (يا يزيد) فحذف الدال وحدها.