[فصل: المحذوف للترخيم إما حرف، وإما حرفان، وإما كلمة، وإما كلمة وحرف]
  وقال:
  [٤٥٤] -
  يا أسم صبرا على ما كان من حدث
= لأجل الروي وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى المبتدأ والجملة من الفعل المضارع وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب حال.
الشاهد فيه: قوله (يا مرو) فإن أصله (يا مروان) فرخمه بحذف النون وحذف الألف قبلها، وسنذكر شواهد أخرى لهذه المسألة مع شرح الشاهد الآتي.
[٤٥٤] - هذا الشاهد من شواهد سيبويه، وقد نسبوه في الكتاب (ج ١ ص ٣٣٨) إلى لبيد بن ربيعة، وأنكر ذلك ابن هشام اللخمي، وزعم أنه لأبي زبيد الطائي واسمه حرملة بن المنذر، ولكني اطلعت على هذا الشاهد في ديوان لبيد المطبوع في ليدن عام ١٨٩٢ (ص ٥٤) ضمن خمسة أبيات، والذي أنشده المؤلف صدر بيت منها، وعجزه مع بيت سابق عليه قوله:
ترى الكثير قليلا حين تسأله ... ولا تخالجه المخلوجة الكثر
يا أسم صبرا ... ... إنّ الحوادث ملقيّ ومنتظر
اللغة: (أسم) أصله أسماء فرخم بحذف حرفين من آخره، وهو من أسماء النساء وقد أجمع العلماء على أنه من الأعلام المنقولة، ثم اختلفوا في المنقول عنه؛ فمن العلماء من ذكر أنه منقول عن جمع اسم، فعلى هذا تكون الهمزة التي في أول الكلمة أصلية أي ليست منقلبة عن حرف علة وهي همزة أفعال، وأما الهمزة التي في آخر الكلمة فهي على هذا منقلبة عن الواو؛ لأنه الأصل أسماو، ومن العلماء من ذكر أن هذا العلم منقول عن صيغة فعلاء كحسناء من الوسامة، وأصلها وسماء، ثم قلبت الواو التي في أول الكلمة همزة، وهذا مذهب سيبويه في هذه الكلمة، وسيأتي تفصيل هذا في باب الإبدال (حدث) بفتح الحاء والدال جميعا - هو النازلة من نوازل الدهر، والأمر الطارئ من طوارئه، وجمعه أحداث (ملقى) اسم مفعول من (لقي يلقى) (منتظر) مرتقب متوقع النزول.
الإعراب: (يا) حرف نداء (أسم) منادى مرخم (صبرا) مفعول مطلق لفعل محذوف، أي: اصبري صبرا (على) حرف جر (ما) اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى (كان) فعل ماض تام بمعنى حصل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ما (من حدث) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من ما (إن) حرف توكيد =