أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[يفارق الاختصاص النداء في ستة أحكام ه ويوافقه في ثلاثة أحكام]

صفحة 69 - الجزء 4

  وإن كان غيرهما نصب نحو: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث».

  [يفارق الاختصاص النداء في ستة أحكام هـ ويوافقه في ثلاثة أحكام]

  ويفارق المنادى في أحكام⁣(⁣١):

  أحدها: أنه ليس معه حرف نداء لا لفظا ولا تقديرا.


= وهي (أخص العرب) لا محل لها من الإعراب معترضة بين المبتدأ الذي هو (نحن) والخبر الذي هو (أقرى الناس للضيف).

وفي هذه المسألة مذهبان آخران:

المذهب الأول - وهو ما ذهب إليه الأخفش - وخلاصته أن كلّا من (أيها) و (أيتها) منادى بحرف نداء محذوف، مبني على الضم في محل نصب على النداء، وقال: ولا ينكر أن ينادي الإنسان نفسه، ألا ترى إلى قول عمر ¥ (كل الناس أفقه منك يا عمر).

والمذهب الثاني - وهو ما ذهب إليه السيرافي - وخلاصته أن كلّا من (أيها) و (أيتها) في الاختصاص اسم معرب مرفوع، وأنه يحتمل وجهين، أحدهما أن يكون خبر مبتدأ محذوف، وتقديره في نحو قولك (أنا أيها العبد فقير إلى عفو اللّه): أنا هو أيها العبد، الخ، والوجه الثاني أن يكون مبتدأ حذف خبره، وتقديره في المثال المذكور: أنا أيها العبد المخصوص - الخ. وأنت ترى أن هذه التقديرات من التكلف والبعد عن مساق الكلام بحيث لا يجوز الاعتماد عليها والأخذ بما يقتضيها.

(١) وكما يفارق الاختصاص النداء فيما ذكر المؤلف يوافقه في ثلاثة أمور:

الأول: أن الاختصاص لا يستعمل إلا للمتكلم واحدا أو مثنى أو جمعا، كما أن المنادى لا يستعمل إلا للمخاطب، فالجامع بينهما أن كلّا منهما يختص بحال لا يتعداها وإن اختلفت حقيقة حال كل منهما عن حقيقة حال الآخر.

الثاني: أن كل واحد من النداء والاختصاص لا يكون إلا للحاضر.

كذا قال النحاة، وأعتقد أن أحد هذين الأمرين يغني عن الآخر.

الثالث: أن الاختصاص يقع في معرض التوكيد، والنداء قد يقع هذا الموقع، فإنك لا تجد بأسا في أن تقول لمن تحدثه وهو مصغ إليك (قد كان كذا وكذا يا فلان) فعبارة (يا فلان) في هذه الحال واقعة في موقع التوكيد لأنك تطلب بها إقبال من هو مقبل عليك.