[حكم الاسم المحذر]
[حكم الاسم المحذر]
  فإن ذكر المحذّر بلفظ (إيّا)، فالعامل محذوف لزوما، سواء عطفت عليه، أم كرّرته، أم لم تعطف ولم تكرّر، تقول: (إيّاك والأسد) الأصل: (احذر تلاقي نفسك والأسد)، ثم حذف الفعل وفاعله، ثم المضاف الأوّل، وأنيب عنه الثّاني، فانتصب، ثم الثّاني، وأنيب عنه الثّالث فانتصب وانفصل.
  وتقول: (إيّاك من الأسد)، والأصل: (باعد نفسك من الأسد)، ثم حذف باعد وفاعله والمضاف، وقيل: التّقدير (أحذّرك من الأسد)، فنحو: (إيّاك الأسد) ممتنع على التّقدير الأوّل، وهو قول الجمهور، وجائز على الثّاني، وهو رأي ابن النّاظم، ولا خلاف في جواز (إيّاك أن تفعل) لصلاحيته لتقدير من(١).
= عاطف - عند سيبويه وجماعة، وسنقرره لك قريبا - فتقول (إياك الأسد).
فأما شاهد نصب المحذور بغير عطف فقول الشاعر، وهو الفضل بن عبد الرحمن القرشي:
فإيّاك إيّاك المراء فإنّه ... إلى الشّرّ دعّاء وللشّرّ جالب
وأما شاهد عطف المحذور بالواو فقول الأعشى ميمون:
وإيّاك والميتات لا تقربنّها ... ولا تعبد الشّيطان واللّه فاعبدا
ومثله ما أنشده الأخفش:
فإيّاك والأمر الّذي إن توسّعت ... موارده أعيت عليك مصادره
الطريق الثانية: أن تذكر اسما ظاهرا نائبا عن (إيّا) مضافا إلى ضمير المحذر المخاطب، ولك في هذا الوجه أن تجيء بما ذكر من غير عطف ولا تكرار فتقول (نفسك) أو مع العطف فتقول (نفسك والأسد) أو بالتكرار فتقول: (نفسك نفسك).
الطريق الثالثة: أن تذكر المحذر منه مكررا أو معطوفا عليه أو بدونهما، فتقول: (الأسد الأسد) أو تقول: (الكسل والتواني) أو تقول: (الأسد)، ونحو ذلك.
(١) اعلم أولا أن النحاة يختلفون في نحو قولك (إيّاك الأسد) من كل تركيب ذكر فيه المحذر منه بعد إيّا من غير حرف العطف ومن غير ذكر من الجارة، فأجاز سيبويه هذا التركيب وجعل العامل في الأسد غير العامل في إياك، وكأنك قد قلت: باعد نفسك واتق الأسد، فعطفت جملة على جملة، ويؤخذ من كلام سيبويه وتقديره هذا أنه يجوز أن يكون العامل في المحذر غير العامل في المحذر منه، وذهب ابن الناظم إلى جواز =