أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الإغراء

صفحة 74 - الجزء 4

هذا باب الإغراء⁣(⁣١)

  وهو: تنبيه المخاطب على أمر محمود ليفعله.

  وحكم الاسم فيه حكم التّحذير الذي لم يذكر فيه (إيّا)؛ فلا يلزم حذف عامله إلّا في عطف أو تكرار، كقولك: (المروءة والنّجدة) بتقدير: الزم، وقوله:

  [٤٥٩] -

  أخاك أخاك إنّ من لا أخا له


(١) الإغراء في اللغة: مصدر قولك: (أغريت فلانا بكذا) إذا حملته عليه وألزمته أن يفعله، وقول المؤلف (هو تنبيه المخاطب) يرد عليه كل ما ذكرناه في مطلع باب التحذير، والأولى تعريف الإغراء اصطلاحا بأنه (اسم منصوب بالزم محذوفا وجوبا).

[٤٥٩] - نسب الأعلم (ج ١ ص ٤٢٩) هذا الشاهد لإبراهيم بن هرمة القرشي، والصواب أنه لمسكين الدارمي، وما ذكره المؤلف ههنا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

كساع إلى الهيجا بغير سلاح

اللغة: (أخاك) لا يلزم أن يكون المراد أخا الصداقة والألفة، بل يجوز كما قاله الأعلم أن يكون قد أراد أخا النسب، بل هو الظاهر عندي؛ لقوله بعد ذلك:

إنّ ابن عمّ المرء، فاعلم، جناحه ... وهل ينهض البازي بغير جناح؟

فيكون قد أوصى أولا على التمسك بالإخوة، ثم أوصى على التمسك بأبناء العم (الهيجا) أراد بها الحرب، وهي تمد وتقصر؛ فمن شواهد قصرها بيت الشاهد، وقول لبيد بن ربيعة العامري:

يا ربّ هيجا هي خير من دعه

ومن شواهد مدها قول الشاعر:

إذا كانت الهيجاء وانشقّت العصا ... فحسبك والضّحّاك سيف مهنّد

(بغير سلاح) أراد من السلاح هنا كل ما كان من أداة الحرب.

الإعراب: (أخاك) أخا: منصوب بفعل محذوف وجوبا، وتقدير الكلام: الزم أخاك، وهو مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه (أخاك) توكيد لفظي للأول (إن) حرف توكيد ونصب (من) اسم موصول اسم إن (لا) نافية للجنس (أخا) اسم إن، وهو مضاف وضمير الغائب في (له) مضاف إليه، واللام مقحمة بين المضاف والمضاف إليه، وخبر لا محذوف وكأنه قال: إن الذي لا أخاه موجود، وجملة لا واسمها وخبرها لا محل لها من الإعراب صلة الاسم الموصول (كساع) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر إن (إلى =