أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[لتوكيد الفعل نونان: ثقيلة وخفيفة]

صفحة 89 - الجزء 4

  تفتأ، أو كان حالا، كقراءة ابن كثير: لأقسم بيوم القيامة⁣(⁣١)، وقول الشاعر:

  [٤٦٧] -

  يمينا لأبغض كلّ امرئ


(١) سورة القيامة، الآية: ١.

[٤٦٧] - لم أقف لهذا الشاهد على نسبة لقائل معين، والذي أنشده المؤلف ههنا صدر بيت من المتقارب، وعجزه قوله:

يزخرف قولا ولا يفعل

اللغة: (أبغض) مضارع ماضيه أبغض كأكرم، وأصله البغض - بضم فسكون - ضد الحب (يزخرف) يزين ويحسن.

المعنى: يحلف أنه يمقت من يقول ويعد ولا يفي، والعبارة العالية في هذا المعنى قول اللّه تعالى: {لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ؟ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ} ومثل بيت الشاهد في المعنى قول الشاعر:

وأراك تفعل ما تقول وبعضهم ... مذق اللّسان يقول ما لا يفعل

الإعراب: (يمينا) مفعول مطلق لفعل محذوف من معناه، وتقدير الكلام: أقسم يمينا (لأبغض) اللام واقعة في جواب القسم، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، أبغض: فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والجملة، من الفعل المضارع وفاعله لا محل لها من الإعراب جواب القسم (كل) مفعول به لأبغض منصوب بالفتحة الظاهرة، وكل مضاف، و (امرئ) مضاف إليه (يزخرف) فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى امرئ (قولا) مفعول به ليزخرف، وجملة الفعل المضارع وفاعله ومفعوله في محل نصب صفة لكل امرئ (ولا) الواو عاطفة. لا: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب (يفعل) فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى كل امرئ، والجملة معطوفة بالواو على جملة الصفة.

الشاهد فيه: قوله (لأبغض) حيث لم يؤكده بالنون مع كونه فعلا مضارعا مثبتا مقترنا بلام الجواب متصلا بها؛ لكونه ليس بمعنى الاستقبال.

فإن قلت: فلماذا لا تؤكد بالنون الفعل المضارع المقصود به الحال؟

فالجواب على ذلك أن نون التوكيد تخلص الفعل المضارع للاستقبال؛ كما قلنا لك فإذا كان المراد به الحال كان في إلحاق نون التوكيد به تناقضا، فاعرف ذلك.