[لتوكيد المضارع خمس حالات]
  [٤٧٢] -
  ومن عضة ما ينبتنّ شكيرها
=
من مبلغ عمرو بن هند آية ... ومن النّصيحة كثرة الإنذار
لا أعرفنّك معرضا لرماحنا ... في جفّ تغلب واردي الأمرار
وقول الآخر:
لا ألفينّك بعد الموت تندبني ... وقبل موتي ما زوّدتني زادي
وجعل المؤلف في كتابه مغني اللبيب توكيد المضارع المنفي بلا شاذا، وذكر في الآية الكريمة التي تلاها هنا أن (لا) يجوز أن تكون ناهية فيكون التوكيد جاريا على الكثير لأن المضارع واقع بعد أداة طلب، وعلى هذا الوجه تكون جملة (لا تصيبن) نعتا للفتنة على تقدير القول لأن الجملة الطلبية لا تقع نعتا للنكرة إلا على هذا التقدير، وذكر مع ذلك أن (لا) في الآية يحتمل أن تكون نافية فيكون تأكيد المضارع بعدها شاذا، وهذا كلام لا نقره عليه لوقوعه في القرآن الكريم وفيما ذكرناه من الشواهد، وفي قول الآخر:
فلا الجارة الدّنيا بها تلحينّها ... ولا الضّيف عنها إن أناخ محوّل
[٤٧٢] - هذا الشاهد مثل من أمثال العرب معناه أن الفرع يجيء على وفق أصله وهو موافق لشطر بيت من الطويل، وقد وقع هذا الشاهد عجزا في بيت، وهو قول الشاعر:
إذا مات منهم ميّت سرق ابنه ... ومن عضة ما ينبتنّ شكيرها
وقد وقع صدر بيت آخر، وعجزه قوله:
قديما، ويقتطّ الزّناد من الزّند
اللغة: (عضة) بكسر العين المهملة وفتح الضاد مخففة - شجر ذات شوك من أشجار البادية، وللعلماء خلاف طويل في لامها؛ فقيل: لامها واو محذوفة عوض عنها هذه التاء بدليل جمعهم إياها على (عضوات) وقيل: لامها هاء محذوفة عوضت منها هذه التاء بدليل قولهم (عضهته) وقولهم (عاضه) وقيل: هذه التاء الموجودة هي لامها، وقد أشبعنا القول في هذه المذاهب والاستدلال لها في شرحنا على الأشموني (شكيرها) الشكير - بفتح الشين المعجمة بزنة الأمير - ما ينبت حول الشجرة، وقد قالوا (شكرت الشجرة تشكر) من باب فرح يفرح - إذا أنبتت الشكير حول جذرها.
الإعراب: (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان مبني على السكون في محل نصب بقوله سرق الآتي (مات) فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (منهم) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من قوله ميت الآتي (ميت) فاعل مات، وجملة الفعل الماضي وفاعله في محل جر بإضافة إذا إليها (سرق) فعل ماض (ابنه) ابن: فاعل سرق =