هذا باب نوني التوكيد
  وقال:
  [٤٧٣] -
  قليلا به ما يحمدنّك وارث
= مرفوع بالضمة الظاهرة، وابن مضاف وضمير الغائب العائد إلى ميت مضاف إليه (ومن) الواو للاستئناف، من: حرف جر (عضة) مجرور بمن، والجار والمجرور متعلق بقوله ينبتن الآتي (ما) زائدة (ينبتن) ينبت: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، ونون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (شكيرها) شكير: فاعل ينبت مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف وضمير الغائب العائد إلى عضة مضاف إليه.
الشاهد فيه: قوله (ما ينبتن) حيث أكد الفعل المضارع الذي هو (ينبت) بالنون الثقيلة، وهذا الفعل واقع بعد (ما) الزائدة غير المسبوقة بأن الشرطية.
ومثل هذا الشاهد قولهم في المثل (بعين ما أرينك) يضرب هذا المثل لمن يخفي عن صاحبه أمرا هو به عالم، ومعناه إني أراك بعين بصيرة.
ومثله قولهم في مثل آخر (بجهد ما تبلغنه) يضرب لمن تحمله فعلا فيه مشقة فيصيبه الإعياء. أي لا بد لك من فعله ولو بمشقة وجهد.
ومثله قولهم في مثل آخر (بألم ما تختته) وأصله خطاب لامرأة، و (تختتنه) فعل مضارع مبني للمجهول، وأصله الختان، والهاء في آخره هاء السكت، والمثل يضرب لمن يفعل فعلا يتألم به ولا بد له من فعله، وقد حكى سيبويه كل هذه الأمثال في الكتاب (٢/ ١٥٣).
[٤٧٣] - هذا الشاهد من كلمة لحاتم الطائي الجواد المعروف، وما ذكره المؤلف ههنا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:
إذا نال ممّا كنت تجمع مغنما
وقبل هذا البيت قوله:
أهن للّذي تهوى التّلاد، فإنّه ... إذا متّ كان المال نهبا مقسّما
الإعراب: (قليلا) نعت لمنعوت محذوف يقع مفعولا مطلقا منصوبا بفعل محذوف يدل عليه قوله (يحمدنك) الآتي، وتقدير الكلام: يحمدك حمدا قليلا، ولم نجعل ناصب المفعول المطلق هو يحمدنك الآتي لأن من المقرر أن الفعل المؤكد لا يتقدم معموله عليه، وليس هذا المعمول ظرفا فيتسع فيه ما لا يتسع في غيره (به) جار ومجرور متعلق بيحمد الآتي (ما) زائدة (يحمدنك) يحمد: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون =