[لتوكيد المضارع خمس حالات]
  وكقوله:
  [٤٧٥] -
  من نثقفن منهم فليس بآئب
= والذي أنشده المؤلف ههنا بيت من مشطور الرجز، وبعده قوله:
شيخا على كرسيّه معمّما
اللغة: (يحسبه) يخاله ويظنه (الجاهل) الذي لا يعلم حقيقة حاله (شيخا) أصله الرجل الذي جاوز الأربعين، وأدرك حد الكبر والشيخوخة، وقد جرى العرف على إطلاقه على الرجل من أهل العلم الذي نصب نفسه لإفادة الطالبين (معمما) لابسا العمامة.
المعنى: وصف الشاعر وطبا من اللبن فقال: من نظر إليه وهو لا يعلم حقيقة حاله ظنّه شيخا قد لبس عمامة بيضاء وتربع فوق كرسيه، وهو تشبيه هيئة الوطب الذي يظهر اللبن في أعلاه أبيض شديد البياض بهيئة الشيخ المعمم بعمامة شديدة البياض وهو جالس على الكرسي.
الإعراب: (يحسبه) يحسب: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وضمير الغائب العائد إلى وطب اللبن الموصوف مفعول أول مبني على الضم في محل نصب (الجاهل) فاعل يحسب مرفوع بالضمة الظاهرة (ما) مصدرية ظرفية (لم) حرف نفي وجزم وقلب (يعلما) يعلم: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المنقلبة ألفا لأجل الوقف في محل جزم بلم، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الجاهل، ونون التوكيد الخفيفة حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (شيخا) مفعول ثان ليحسب (على) حرف جر (كرسيه) كرسي: مجرور بالكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة قوله شيخا. وكرسي مضاف وضمير الغائب العائد إلى الشيخ مضاف إليه (معمما) صفة لشيخ.
الشاهد فيه: قوله: (لم يعلمن) حيث أكد الفعل المضارع الذي هو قوله: (يعلم) بالنون الخفيفة، بعد حرف النفي الذي هو لم، وقد نبهناك فيما مضى على شاهد آخر لهذه المسألة (انظر شرح الشاهد رقم ٤٠٥) ومثله ما أنشده الخالديان في الأشباه والنظائر (ص ١٠٠) لبعض الأعراب:
ألم تعلمن يا ربّ أن ربّ دعوة ... دعوتك فيها مخلصا لو أجابها
[٤٧٥] - هذا الشاهد من كلمة عدتها ثلاثة أبيات لابنة مرة بن عاهان الحارثي ترثي أباها، وكانت باهلة قد قتلته، والذي ذكره المؤلف ههنا صدر بيت من الكامل، وعجزه قوله: =