فصل في حكم آخر المؤكد
فصل في حكم آخر المؤكّد
  اعلم أن هنا أصلين يستثنى من كلّ منهما مسألة:
=
أبدا، وقتل بني قتيبة شافي
اللغة: (نثقف) معناه نجد (آئب) اسم فاعل فعله آب يؤوب بمعنى رجع يرجع.
المعنى: إن من نلقاه منهم سنقتله فلا يرجع إلى قومه أبدا، ثم بين أن ذلك شفاء لما في صدورهم من حسيكة سببها الدماء التي أريقت منهم.
الإعراب: (من) اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ (نثقفن) نثقف فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة في محل جزم فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن، ونون التوكيد الخفيفة حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب (منهم) جار ومجرور متعلق بنثقف (فليس) الفاء واقعة في جواب الشرط حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ليس: فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم الشرط (بأيب) الباء حرف جر زائد، آيب: خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والجملة من ليس واسمها وخبرها في محل جزم جواب الشرط وجملة الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو اسم الشرط.
الشاهد فيه: قوله: (من نثقفن) حيث أكد الفعل المضارع الذي هو نثقف بالنون الخفيفة بعد (من) الشرطية.
ونظيره قول ابن الخرع وهو من شواهد سيبويه (٢/ ١٥٢):
فمهما تشأ منه فزارة تعطكم ... ومهما تشأ منه فزارة تمنعا
الشاهد فيه: قوله: (تمنعا) حيث أكد هذا الفعل بالنون الخفيفة وذلك لأنه واقع بعد مهما التي هي أداة شرط، وقد قلب النون الخفيفة ألفا للوقف.
ومثله قول الآخر:
نبتّم نبات الخيزرانيّ في الثّرى ... حديثا متى ما يأتك الخير ينفعا
الشاهد في قوله: (ينفعا) حيث أكده بالنون الخفيفة وقلبها ألفا للوقف، بعد (متى).
ومن هنا تعلم أن مراد النحاة من قولهم (بعد أداة جزاء غير إما) ما هو أعم من أن يكون الفعل شرطا كما في بيت الشاهد وأن يكون جوابا وجزاء كما في هذين البيتين اللذين أنشدناهما.