أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب نوني التوكيد

صفحة 105 - الجزء 4

  وإن وقعت بعد ضمّة أو كسرة حذفت، ويجب حينئذ أن يردّ ما حذف في الوصل لأجلها؛ تقول في الوصل (اضربن يا قوم) و (اضربن يا هند) والأصل:

  اضربون واضربين، كما مر، فإذا وقفت حذفت النّون لشبهها بالتنوين في نحو: (جاء زيد) و (مررت بزيد) ثم ترجع بالواو والياء لزوال السّاكنين؛ فتقول: (اضربوا) و (اضربي).


=

وإيّاك والميتات لا تقربنّها

اللغة: (الميتات) بفتح الميم وسكون الياء - جمع ميتة، وهي الحيوان المأكول الذي فارق الحياة حتف نفسه من غير تذكية (لا تقربنها) أراد لا تطعمها؛ فبالغ في ذلك بالنهي عن القرب منها (الشيطان) اسم يطلق على إبليس عدو اللّه، وقد يطلق على كل نفس عاتية خارجة عن الجادة التي رسمها اللّه تعالى.

الإعراب: (إياك) مفعول به لفعل محذوف وجوبا (والميتات) الواو حرف عطف، الميتات: معطوف على المفعول به، أو منصوب على نزع الخافض، على ما ذكرناه من الخلاف في شرح الشاهد (رقم ٤٠٣) وعلامة نصبه على الحالتين الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم (لا) حرف نهي مبني على السكون لا محل له من الإعراب (تقربنها) تقرب: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا الناهية، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، ونون التوكيد الثقيلة حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وضمير الغائبة العائد إلى الميتات مفعول به مبني على السكون في محل نصب (ولا) الواو حرف عطف، لا:

حرف نهي (تعبد) فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه السكون، وحرك بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (الشيطان) مفعول به لتعبد (واللّه) الواو حرف عطف، ولفظ الجلالة منصوب على التعظيم (فاعبدا) الفاء زائدة، اعبدا: فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد المنقلبة ألفا لأجل الوقف، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب.

الشاهد فيه: قوله: (فاعبدا) حيث أبدل النون الخفيفة ألفا في الوقف كما أن التنوين في الاسم المنصوب يقلب عند الوقف ألفا في نحو قولك (رأيت زيدا) ومن أجل هذا كتبت نون التوكيد الخفيفة ألفا؛ لأن من قواعد الكتابة أنها تتبع الوقف.