أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب نوني التوكيد

صفحة 104 - الجزء 4

  أصله (لا تهينن).

  الرابع: أنّها تعطى في الوقف حكم التنوين؛ فإن وقعت بعد فتحة قلبت ألفا؛ كقوله تعالى: {لَنَسْفَعاً}⁣(⁣١) {وَلَيَكُوناً}⁣(⁣٢)، وقول الشاعر:

  [٤٧٧] -

  ولا تعبد الشّيطان واللّه فاعبدا


= الإعراب: (لا) حرف نهي مبني على السكون لا محل له من الإعراب (تهين) فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المحذوفة للتخلص من التقاء الساكنين في محل جزم بلا الناهية، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (الفقير) مفعول به لتهين منصوب بالفتحة الظاهرة (علك) عل: حرف ترج ونصب، مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وضمير المخاطب اسمه مبني على الفتح في محل نصب (أن) حرف مصدري ونصب (تركع) فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (يوما) ظرف زمان منصوب بتركع وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وأن مع ما دخلت عليه في تأويل مصدر يقع خبر لعل على أحد التأويلات الثلاثة التي سبق بيانها (في ص ٢٧٨ من الجزء الثالث) (والدهر) الواو واو الحال، الدهر: مبتدأ (قد) حرف تحقيق (رفعه) رفع: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الدهر، وضمير الغائب العائد إلى الفقير مفعول به، والجملة من الفعل وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر المبتدأ، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب حال.

الشاهد فيه: قوله: (لا تهين) حيث حذف هذا الشاعر نون التوكيد الخفيفة للتخلص من التقاء الساكنين اللذين هما نون التوكيد الخفيفة واللام في (الفقير) لأن الألف التي بينهما ألف الوصل فلا حركة لها عند الوصل، وقد أبقى فتح آخر الفعل دليلا على تلك النون المحذوفة. وثبوت الياء التي هي لام الكلمة مع وجود الجازم دليل على أن الفعل مؤكد.

(١) سورة العلق، الآية: ١٥.

(٢) سورة يوسف، الآية: ٣٢.

[٤٧٧] - هذا الشاهد من كلمة الأعشى ميمون بن قيس التي كان مدح بها النبي وقدم بها لينشدها بين يديه، فمنعته قريش، والذي أنشده المؤلف عجز بيت من الطويل، وصدره قوله: =