أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[أحدهما: ما يمنع نكرة ومعرفة، وهو ثلاثة أصناف]

صفحة 110 - الجزء 4

  لها من الإسميّة، وربّما اعتدّ بعضهم باسميّتها فصرفها، وأمّا أجدل للصقر، وأخيل لطائر ذي خيلان، وأفعى للحيّة⁣(⁣١)، فإنّها أسماء في الأصل والحال؛ فلهذا صرفت في لغة الأكثر، وبعضهم يمنع صرفها للمح معنى الصفة فيها، وهي القوة والتلون والإيذاء، قال:

  [٤٧٨] -

  فراخ القطا لاقين أجدل بازيا


(١) اختلف النحاة في أصل (أفعى) فذهب أبو علي الفارسي إلى أن أصل مادتها (ى ف ع) وعلى هذا يكون أصلها أيفع، فأخرت الياء التي هي فاء الكلمة إلى موضع اللام فصارت أفعى، ثم تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، فوزن أفعى على هذا أعلف، وذهب ابن جني إلى أن أصل مادتها (ف وع) وعلى هذا يكون أصلها أفوع، فأخرت الواو التي هي عين الكلمة إلى موضع اللام، فصارت أفعو، ثم قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت أفعى، فوزن أفعى على هذا أفلع، وقال جماعة من أهل هذه الصناعة: إن أصل مادتها (ف ع و) بدليل (الأفعوان) فلا تقديم ولا تأخير في حروفها، وعلى هذا يكون وزن أفعى أفعل، وعليه يجري كلام المؤلف.

[٤٧٨] - هذا الشاهد من كلام القطامي عمير بن شييم، والذي أنشده المؤلف عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

كأنّ العقيلّيين يوم لقيتهم

اللغة: (العقيليين) جمع عقيلي، وهو المنسوب إلى عقيل - بضم العين، بزنة التصغير - وكل عقيل فهو بفتح العين، إلا عقيل القبيلة، وعقيل بن خالد، ويحيى بن عقيل؛ فهؤلاء الثلاثة بضم العين (لقيتهم) أراد لقاءه إياهم في الحرب (فراخ) جمع فرخ، وهو الصغير من الطيور (القطا) بفتح القاف مقصورا - جنس من الطير يشبه الحمام (أجدل) من جوارح الطير الكواسر التي تصيد ولا تصاد (بازيا) مثال الأجدل.

المعنى: وصف الشاعر في هذا البيت بني عقيل بأنهم مهازيل ضعاف لا يثبتون عند اللقاء في معارك الحرب، وشبههم بالفراخ من جنس القطا - وهو طائر ضعيف يصاد ولا يصيد - حين تصادف كاسرا من كواسر الطير.

الإعراب: (كأن) حرف تشبيه ونصب (العقيليين) اسم كأن منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم (يوم) ظرف زمان يتعلق بكأن لما تضمنته من معنى أشبه (لقيتهم) لقي: فعل ماض، وتاء المتكلم فاعله، وضمير الغائبين العائد إلى العقيليين =