هذا باب ما لا ينصرف
  وأما ذو العدل فنوعان:
  أحدهما: موازن فعال ومفعل، من الواحد إلى الأربعة باتّفاق، وفي الباقي على الأصحّ(١)، وهي معدولة عن ألفاظ العدد الأصول مكررة؛ فأصل (جاء القوم
= محل نصب (وعلمي) الواو واو المعية، علم: مفعول معه منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وياء المتكلم مضاف إليه (بالأمور) جار ومجرور متعلق بعلم (وشيمتي) الواو حرف عطف، شيمة: معطوف على علمي، وياء المتكلم مضاف إليه (فما) الفاء للتعليل، ما: حرف نفي (طائري) طائر: مبتدأ أو اسم ما النافية، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه (يوما) ظرف زمان متعلق بقوله أخيل الآتي لما فيه من معنى الوصف (عليك) جار ومجرور متعلق بأخيل أيضا لما ذكرنا (بأخيلا) الباء حرف جر زائد، وأخيل: خبر المبتدأ إن قدرت ما مهملة، وخبر ما إن جعلتها حجازية عاملة عمل ليس.
الشاهد فيه: قوله (بأخيلا) حيث منعه من الصرف وجر بالفتحة نيابة عن الكسرة مع أنه اسم في الأصل والحال؛ فإنه اسم لطائر معروف ذي خيلان، ولكنه ضمنه معنى الوصف - وهو التلون أو التشاؤم؛ لأن العرب تتشاءم بهذا الطائر فيقولون: فلان أشأم من أخيل - فلما لحظ فيه هذا المعنى وانضم إلى وزن الفعل منعه من الصرف.
(١) اختلف أهل اللغة في وزن فعال ومفعل من واحد إلى عشرة، أهما مسموعان عن العرب أم أن المسموع بعضها وما بقي مقيس على ما سمع منهم؟ فذهب الكوفيون إلى أن المسموع عن العرب من واحد إلى خمسة، وأما ما بين الخمسة والعشرة فإنه مقيس، وتبعهم على هذا الزجاج، وذهب قوم إلى أنه لا يقاس إلا وزن فعال، فأما مفعل فلا، وهذا القول فيه من التحكم ما لا يخفى، وذهب أبو عبيدة إلى أن المسموع عن العرب من واحد إلى أربعة، فأما من الخمسة فما فوقها فلم يسمع عنهم، وحكى أبو عمرو الشيباني أن البناءين مسموعان من الواحد إلى العشرة، وقول أبي عمرو هذا هو مختار المؤلف ههنا.
هذا، وقد ذكر السخاوي أنه يعدل من الواحد إلى العشرة أيضا على وزن فعلان بضم الفاء وسكون العين - فيقال (وحدان) و (ثنيان) ومن ذلك قول الحماسي:
قوم إذا الشّرّ أبدى ناجذيه لهم ... طاروا إليه زرافات ووحدانا
(الزرافات: الجماعات، يريد أسرعوا لنجدته جماعات وآحادا: أي واحدا واحدا). =