أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: وينقسم إلى اسم وكنية ولقب]

صفحة 117 - الجزء 1

  ويؤخّر اللقب عن الاسم، ك «زيد زين العابدين» وربما يقدّم كقوله:

  [٣٩] -

  أنا ابن مزيقيا عمرو، وجدّي


[٣٩] - يروي النحاة هذا الشاهد صدر بيت من الوافر، وعجزه:

أبوه منذر ماء السّماء

وهذا البيت من كلام أوس بن الصامت بن قيس بن أصرم، وهو شاعر خزرجي أنصاري، له صحبة برسول اللّه ، وشهد بدرا والمشاهد كلها، وقد كان منه أول ظهار حدث في الإسلام، وهو أخو عبادة بن الصامت، ®!.

اللغة: «مزيقيا» بضم الميم وفتح الزاي وسكون الياء وكسر القاف - هو لقب عمرو بن مالك، وهو ملك من ملوك اليمن، وهو جد الأنصار، قيل: إنه كان يمزق كل يوم حلة فيخلعها على أصحابه «أبوه منذر» هذه رواية النحاة، وهي لا تتفق مع نسب الشاعر؛ إذ ليس في آبائه من اسمه المنذر، ورواية ابن منظور وعلماء الرواية الأثبات «أبوه عامر» وهي الموافقة لنسب مزيقيا المتقدم؛ ومن الناس من صحح رواية النحاة على أن المنذر في نسب مزيقيا من جهة أمه، وذلك أن عامرا تزوج بنت عمرو بن المنذر بن ماء السماء فولدت له عمرو بن عامر مزيقيا وسمته عمرا باسم أبيها، فيكون المراد بجدي هو مزيقيا نفسه الذي ذكره أولا؛ ويكون المراد بقوله «أبوه» أبا أمه، وقد جرى عليه الشيخ خالد فقد فسر رواية النحاة بقوله: «ومنذر أحد أجداده لأمه» اه. ثم قال بعد ذلك:

«وأراد أوس بذلك أنه كريم الطرفين نسيب الجهتين» اه.

الإعراب: «أنا» ضمير منفصل مبتدأ «ابن» خبر المبتدأ، وابن مضاف و «مزيقيا» مضاف إليه «عمرو» بدل أو عطف بيان على مزيقيا «وجدي» الواو حرف عطف، جد: مبتدأ أول، وجد مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «أبوه» أبو: مبتدأ ثان، وضمير الغائب مضاف إليه «منذر» خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول «ماء» بدل أو عطف بيان لمنذر، وماء مضاف و «السماء» مضاف إليه. هذا إعراب ذكره العيني، وليس بسديد، وأحسن منه أن يكون قوله: «أبوه» بدلا من المبتدأ الذي هو قوله: «جدي» والضمير مضاف إليه، ولا يعود هذا الضمير على الجد، وإنما يعود على مزيقيا، والمعنى: إن أبي هو عمرو الملقب بمزيقيا، وإن جدي أبا عمرو هذا هو عامر ماء السماء، وتدرك ذلك تماما إذا أردت تطبيق مدلول الكلام على النسب الصحيح للشاعر.

الشاهد فيه: قوله: «مزيقيا عمرو» حيث جمع بين اللقب الذي هو قوله: «مزيقيا» =