أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: حكم الاسم المنقوص لمنع الصرف]

صفحة 128 - الجزء 4

  [٤٨٨] -

  قد عجبت منّي ومن يعيليا

  وذلك عند الجمهور ضرورة، كقوله في غير العلم:

  [٤٨٩] -

  ولكنّ عبد اللّه مولى مواليا


[٤٨٨] - هذا الشاهد من كلام الفرزدق، كذا قال الشيخ خالد، وهو في كتاب سيبويه (ج ٢ ص ٥٩) غير منسوب، والذي ذكره المؤلف ههنا هو بيت من الرجز المشطور، وبعده قوله:

لمّا رأتني خلقا مقلوليا

اللغة: (يعيليا) تصغير يعلى علم رجل (خلقا) بفتح الخاء واللام جميعا - أراد به رث الهيئة (مقلوليا) هو المتجافي المنكمش.

الإعراب: (قد) حرف تحقيق (عجبت) عجب: فعل ماض، والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي (مني) جار ومجرور متعلق بعجب (ومن) الواو حرف عطف، من: حرف جر (يعيليا) مجرور بمن، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل، ألا ترى أنه صار على مثال يبيطر، والألف فيه للإطلاق (لما) ظرف زمان بمعنى حين مبني على السكون في محل نصب بعجب (رأتني) رأى: فعل ماض، والتاء للتأنيث، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به (خلقا) إن جعلت رأى بصرية - وهو الأظهر - فهذا حال من ياء المتكلم، وإن جعلت رأى علمية فهو مفعول ثان لرأى منصوب بالفتحة الظاهرة (مقلوليا) نعت لقوله خلقا منصوب بالفتحة الظاهرة، وجملة رأى وفاعله ومفعوليه في محل جر بإضافة لما الحينية إليها.

الشاهد فيه: قوله (يعيليا) فإنه مصغر يعلى، وهو علم موازن للفعل، ولم يزل بتصغيره سبب المنع، وهو مع ذلك منقوص، وقد عامله معاملة الصحيح، وهذا مذهب يونس ومن ذكر المؤلف، ومذهب سيبويه والخليل أنه ضرورة.

[٤٨٩] - هذا الشاهد من كلام الفرزدق يهجو فيه عبد اللّه بن أبي إسحاق النحوي الحضرمي بالولاء، وكان عبد اللّه يلحن الفرزدق كثيرا، حتى إنه قال لما بلغه هذا البيت: قولوا له، هجوتني فلحنت أيضا، والذي ذكره المؤلف ههنا عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:

فلو كان عبد اللّه مولى هجوته

=