أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب إعراب الفعل

صفحة 141 - الجزء 4

  ويجوز الأمران في نحو: {كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً}⁣(⁣١)، وقوله:

  [٤٩٢] -

  أردت لكيما أن تطير بقربتي


= لأنك لو جعلت كي حرفا مصدريا لصرت إلى التأكيد ولك عنه معدل.

فإذا قلت (جئت كي أتعلم) جاز أن تكون كي مصدرية ولام التعليل قبلها مقدرة، وجاز أن تكون كي حرف تعليل وأن المصدرية مقدرة بعدها.

وإذا قلت (لكيما أن تطير) جاز أن تكون كي مصدرية فتكون أن مؤكدة لها، وجاز أن تكون كي حرف تعليل فتكون هي مؤكدة للام.

وإنما رضيت بالتأكيد هنا لأنه يلزمك على كل واحد من الوجهين، فليس عنه معدل.

فتحصل أن كي تكون مصدرية لا غير في موضع واحد وتكون تعليلية لا غير في موضع واحد، وتكون محتملة للوجهين في موضعين.

(١) سورة الحشر، الآية: ٧.

[٤٩٢] - لم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، والذي ذكره المؤلف صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

فتتركها شنّا ببيداء بلقع

اللغة: (تطير) تذهب بسرعة (بقربتي) القربة - بكسر القاف وسكون الراء - جلد الماعز ونحوه يتخذ للماء ونحوه (شنا) الشن - بفتح الشين، وتشديد النون - الجلد الذي تخرق (بيداء) هي الصحراء، سميت بذلك لأن سالكها يبيد فيها: أي يهلك (بلقع) بزنة جعفر - خالية ليس فيها أحد.

الإعراب: (أردت) أراد: فعل ماض، وتاء المخاطب فاعله (لكيما) اللام حرف تعليل وجر، وكي: يجوز أن تكون حرف تعليل مؤكدة للام، ويجوز أن تكون مصدرية مؤكدة بأن، وما: حرف زائد (أن) حرف مصدري ونصب، فإن كنت قد جعلت كي حرفا مصدريا فإن هذه مؤكدة لها (تطير) فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت (بقربتي) الباء حرف جر، قربة:

مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وقربة مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، والجار والمجرور متعلق بتطير (فتتركها) الفاء حرف عطف، تترك: فعل مضارع منصوب بالعطف على تطير وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، وضمير =