أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[ناصبه أربعة]

صفحة 143 - الجزء 4

  [٤٩٣] -

  أن تقرآن على أسماء ويحكما


= معنى (من) وقد حذفت واو الجمع للتخلص من التقاء الساكنين، لفظا، ثم استتبع ذلك في الكتابة، وهو تكلف.

[٤٩٣] - لم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، والذي ذكره المؤلف صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:

منّي السّلام، وأن لا تشعرا أحدا

اللغة: (تقرآن) يقال: قرأت السّلام على زيد أقرؤه، قراءة، تريد أنك قلت له اقرأ السّلام على فلان، أي اتله أو أعده عليه (السّلام) هو التحية مطلقا، سواء أكانت من لفظ السّلام أم من غير لفظه (ويحكما) هو مصدر معناه (رحمة لكما) وانتصابه بفعل من معناه (ألا تشعرا أحدا) أي لا تعلما بما حملتكما من السّلام عليها أحدا.

الإعراب: (أن) حرف مصدري مهمل مبني على السكون لا محل له من الإعراب (تقرآن) فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وألف الاثنين فاعله مبني على السكون في محل رفع (على) حرف جر (أسماء) مجرور بعلى، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف للعلمية والتأنيث، أو لكونه مختتما بألف التأنيث الممدودة، (ويحكما) ويح: مفعول مطلق منصوب بفعل محذوف من معناه أي رحمتكما رحمة، وهو مضاف وضمير المخاطبين مضاف إليه. والجملة لا محل لها اعتراضية بين الفعل مع فاعله ومفعوله (مني) جار ومجرور متعلق بقوله تقرآن (السّلام) مفعول به لقوله تقرآن (وأن لا) الواو حرف عطف، وأن: حرف مصدري ونصب، ولا:

حرف نفي (تشعرا) فعل مضارع منصوب بأن المصدرية وعلامة نصبه حذف النون، وألف الاثنين فاعله مبني على السكون في محل رفع (أحدا) مفعول به لقوله تشعرا، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله (أن تقرآن) حيث أثبت نون الرفع مع تقدم (أن) فدل ذلك على أن قوما من العرب يهملون (أن) المصدرية كما يهمل جميعهم (ما) المصدرية لاستوائهما في الدلالة على معنى واحد، ثم إنه أعملها في عجز البيت الذي رويناه، وذلك في نظرنا قادح في صحة البيت وثبوته عن العرب؛ فكيف إذا انضم إليه جهالة قائله؟

وقد أنكر ذلك الكوفيون، وخرجوا ما ورد في هذا البيت وأمثاله على أن (أن ليس هي المصدرية الناصبة للمضارع، ولكنها المخففة من الثقيلة، واسمها ضمير شأن محذوف، وجملة الفعل المضارع وفاعله في محل رفع خبرها، وقد كان من حق العربية =