هذا باب إعراب الفعل
  والمخفّفة من أنّ هي: الواقعة بعد علم، نحو: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى}(١). ونحو: {أَ فَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ}(٢)، أو بعد ظنّ، نحو: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ}(٣)، ويجوز في تالية الظن أن تكون ناصبة، وهو الأرجح، ولذلك أجمعوا عليه في {أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا}(٤)، واختلفوا في: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ}، فقرأه غير أبي عمرو والأخوين بالنّصب(٥).
= (لكم) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان تقدم على اسمه (يوم) اسم كان؛ فإن جعلت كان تامة فيوم فاعلها والجار والمجرور متعلق بها (من الشر) جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة ليوم (مظلم) صفة ثانية ليوم، وجواب القسم محذوف يدل عليه جواب لو، على أرجح الأقوال من أن جواب الشرط الامتناعي هو المذكور في الكلام تقدم الشرط على القسم أو تأخر.
الشاهد فيه: قوله (أقسم أن لو) حيث وقعت (أن) زائدة بين فعل القسم ولو، وفعل القسم مذكور في هذا الشاهد كما هو واضح، وربما وقعت أن هذا الموقع مع حذف فعل القسم كما في قول الشاعر:
أما واللّه أن لو كنت حرّا ... وما بالحرّ أنت ولا العتيق
التقدير: أقسم واللّه لو كنت حرا لعرفت لي منزلتي، مثلا،.
(١) سورة المزمل، الآية: ٢٠.
(٢) سورة طه، الآية: ٨٩.
(٣) سورة المائدة، الآية: ٧١.
(٤) سورة العنكبوت، الآية: ٢.
(٥) الأخوان حمزة والكسائي؛ وقد قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي بالرفع وههنا أمران ننبهك إليهما، الأول: مذهب سيبويه والجمهور - وحاصله أن المعول عليه في اعتبار (أن) مصدرية أو مخففة من الثقيلة بعد أفعال الشك كظن أو اليقين كعلم هو المعنى، فإذا جيء بلفظ (علم) وأريد منه معناه وهو اليقين كانت (أن) مخففة من الثقيلة، فإن أريد منه معنى الشك كانت (أن) مصدرية، وعلى العكس من ذلك إذا جيء بلفظ (ظن) وأريد منه معناه كانت (أن) مصدرية، فإن أريد منه معنى العلم وهو اليقين كانت (أن) مخففة من الثقيلة، وعلى هذا الكلام خرجت الآيات التي تلاها المؤلف، وهذا الذي =