هذا باب إعراب الفعل
  أو بين القسم ولو(١)؛ كقوله:
  [٤٩٤] -
  فأقسم أن لو التقينا وأنتم
(١) ذكر المؤلف ثلاثة مواضع تزاد فيها (أن) المفتوحة الهمزة الساكنة النون. وزاد في هذا الكتاب موضعا رابعا، وهو أن تقع بعد (إذا) نحو قول الشاعر:
فأمهله حتّى إذا أن كأنّه ... معاطى يد في لجّة الماء غامر
وقد استشكل قوم من الباحثين المراد بإذا في هذا البيت، وزعم أنها لا تصلح شرطية لعدم الشرط والجواب، ولا ظرفية لعدم الجملة التي تضاف إليها. ولا فجائية لوقوعها بعد حتى لأن إذا الفجائية لا تقع بعد حتى.
والصواب أن (إذا) في هذا الموضع ظرفية مجردة عن معنى الشرط، وأن بعدها فعلا مقدرا تضاف هي إلى جملته، والتقدير: فأمهله حتى إذا يقال فيه كأن - إلخ.
وقد ذكر الأخفش أنها تزاد في غير هذه المواضع الأربعة، وخرج على زيادتها قوله تعالى: {وَما لَنا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ} زعم أن (أن) زائدة وأن تقدير الكلام: وما لنا لا نتوكل على اللّه، لئلا يقع المصدر المنسبك من أن المصدرية ومدخولها حالا، والصواب أن (أن) في الآية الكريمة مصدرية ناصبة للمضارع، وأن قبلها حرف جر مقدرا، والأصل: وما لنا في ألا نتوكل على اللّه، فالواقع حالا هو الجار والمجرور، لا المصدر، وحذف حرف الجر قبل أن المصدرية قياسي سائغ.
[٤٩٤] - هذا الشاهد من كلام المسيب بن علس، يخاطب بني عامر بن ذهل وهو من شواهد سيبويه (ج ١ ص ٤٥٥)، والذي أنشده المؤلف صدر بيت من الطويل، وعجزه مع بيت سابق عليه قوله:
لعمري لئن جدّت عداوة بيننا ... لينتحين منّي على العظم ميسم
فأقسم أن ... ... لكان لكم يوم من الشّرّ مظلم
الإعراب: (أقسم) فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا (أن) حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب (لو) حرف شرط غير جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب (التقينا) فعل ماض وفاعله، والجملة لا محل لها شرط لو (وأنتم) الواو حرف عطف. أنتم: معطوف على نا في قوله التقينا، وكان من حق العربية أن يؤكد الضمير المرفوع المتصل قبل العطف عليه فيقول: لو التقينا نحن وأنتم؛ مثلا (لكان) اللام واقعة في جواب لو، وكان: فعل ماض يجوز أن يكون تاما بمعنى حدث ويجوز أن يكون ناقصا يرفع الاسم وينصب الخبر =