أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: وجازم الفعل نوعان:]

صفحة 181 - الجزء 4

  وقال:

  [٥٠٩] -

  إذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد


= إن الحمل على الكثير الغالب أولى وأخلق بالرعاية.

فإن قلت: فأنا مرتكب في تخريج هذا البيت - على أية حال - الحمل على أقل الأمرين وتارك أكثرهما جريانا في اللسان العربي؛ فإما القول بأن (لا) ناهية، ودخولها على فعل المتكلم المبني للمعلوم قليل، وإما القول بأن لا نافية، وتوكيد المضارع الداخلة هي عليه قليل؛ فما الذي رجح أحدهما على الآخر؟

قلت: حاصل المعنى يرجح الذي ذهب إليه المؤلف.

فإن كان المضارع مبنيا للمجهول لم يكن دخول (لا) الناهية عليه قليلا، وذلك كقول الشاعر:

يا حار لا أرقين منكم بداهية ... لم يلقها سوقة قبلي ولا ملك

[٥٠٩] - اختلف العلماء في نسبة هذا البيت! فنسبه ابن هشام في مغني اللبيب (بحث لا) إلى الفرزدق، ونسبه قوم إلى الوليد بن عقبة، والذي أنشده المؤلف صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

لها أبدا ما دام فيها الجراضم

اللغة: (الجراضم) - بضم الجيم - الواسع البطن الكثير الأكل، قيل وأراد الشاعر به معاوية بن أبي سفيان، وذكر ابن هشام أن (لا) في قوله: (فلا نعد) تحتمل النهي والدعاء.

الإعراب: (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه مبني على السكون في محل نصب (ما) زائدة (خرجنا) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره لا محل له من الإعراب، وضمير المتكلم المعظم نفسه فاعله مبني على السكون في محل رفع (من) حرف جر (دمشق) مجرور بمن وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث، والجار والمجرور متعلق بخرج (فلا) الفاء واقعة في جواب إذا، لا: حرف نهي، أو حرف دعاء، مبني على السكون لا محل له من الإعراب (نعد) فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره نحن (لها) جار ومجرور متعلق بقوله نعد (أبدا) ظرف زمان منصوب بقوله نعد، وجملة لا نعد من الفعل وفاعله لا محل لها من الإعراب جواب إذا (ما) =