أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: يجوز حذف ما علم من جواب الشرط]

صفحة 195 - الجزء 4

  أي: وإلا تطلّقها يعل.

  وما علم من جواب، نحو: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً}⁣(⁣١) الآية.


=

فطلّقها فلست لها بكفء

اللغة: (طلقها) أمر من التطليق، وهو فصم عروة الزواج وحل العصمة (كفء) هو بضم الكاف وسكون الفاء - المساوي المماثل في الحسب وغيره مما تعتبره الشريعة صفات لازمة للتكافؤ بين الزوجين (يعل) مضارع علا، مثل سما يسمو، ومعناه يرتفع (مفرقك) المفرق - بزنة المجلس والمسجد، وبزنة المقعد أيضا - وسط الرأس حيث يفرق الشعر (الحسام) بضم الحاء، بزنة الشجاع - السيف القاطع.

الإعراب: (طلقها) طلق: فعل أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، وضمير الغائبة مفعول به (فلست) الفاء حرف دال على التعليل، ليس: فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر، وتاء المخاطب اسمه مبني على الفتح في محل رفع (لها) جار ومجرور متعلق بقوله كفء الآتي (بكفء) الباء حرف جر زائد، كفء: خبر ليس منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد (وإلا) الواو حرف عطف، إلا:

مؤلفة من حرفين: أحدهما إن الشرطية، والثاني لا النافية، وفعل الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام، والتقدير: وإلا تطلقها، كما قال المؤلف (يعل) فعل مضارع جواب الشرط مجزوم بأن وعلامة جزمه حذف الواو والضمة قبلها دليل عليها (مفرقك) مفرق: مفعول به ليعل، وهو مضاف وكاف المخاطب مضاف إليه (الحسام) فاعل يعل مرفوع بالضمة الظاهرة.

الشاهد فيه: قوله (وإلا يعل) حيث حذف فعل الشرط لأن الأداة إن وهي مقرونة بلا، وأصل الكلام: وإلا تطلقها يعل، وهذا إنما يكون بعد ذكر كلام فيه فعل من مادة الشرط المحذوف مثل طلقها في بيت الشاهد.

وهذه الشروط الثلاثة التي أومأنا إليها وقدمنا بيانها هي ما اشترطه جمهرة النحاة، واعتبروا ما جاء مخالفا لها شاذا، إلا ما كان كالآية: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} فإنهم زعموا أن ما حذف على شرط التفسير ليس مما نحن فيه.

(١) سورة الأنعام، الآية: ٣٥، والآية الكريمة: {فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ} فإن قوله سبحانه: {اسْتَطَعْتَ} فعل الشرط، وجواب =