أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

فصل في لو

صفحة 203 - الجزء 4


= الهذلي، والذي أنشده المؤلف صدر بيت من الطويل، وعجزه مع بيت يأتي بعده قوله:

ولو تلتقي ... ... ومن دون رمسينا من الأرض سبسب

لظلّ صدى صوتي وإن كنت رمّة ... لصوت صدى ليلى يهشّ ويطرب

اللغة: (تلتقي) تتقابل وتجتمع (أصداؤنا) الأصداء: جمع صدى - بفتح الصاد مقصورا كما في البيت الثاني - وهو ما تسمعه كأنه يجيبك إذا كنت على شط نهر أو فوق جبل أو في بيت خال (رمسينا) الرمس - بفتح فسكون - القبر (سبسب) بسينين وباءين - الصحراء والأرض المستوية البعيدة الأطراف (رمة) الرمة - بكسر الراء وتشديد الميم - العظم البالي، وفي القرآن: {قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} (يهش) من الهشاشة وهي الارتياح وخفة السرور (يطرب) يظهر الفرح والاستبشار.

الإعراب: (لو) شرطية غير جازمة (تلتقي) فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء (أصداؤنا) فاعل تلتقي ومضاف إليه (بعد) ظرف متعلق بقوله تلتقي، وبعد مضاف وموت من (موتنا) مضاف إليه، وموت مضاف والضمير مضاف إليه (ومن) الواو واو الحال، من: حرف جر (دون) مجرور بمن، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، ودون مضاف و (رمسينا) مضاف إليه، والضمير مضاف إليه (من الأرض) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من سبسب الآتي، وأصله صفة له على ما تقدم مرارا فلما تقدم عليه أعرب حالا، (سبسب) مبتدأ مؤخر، وجملة الخبر المقدم ومبتدئه المؤخر في محل نصب حال (لظل) اللام واقعة في جواب لو، ظل: فعل ماض ناقص (صدى) اسم ظل مرفوع بضمة مقدرة على الألف، وصدى مضاف وصوت من (صوتي) مضاف إليه، وصوت مضاف وياء المتكلم مضاف إليه (وإن) الواو عاطفة على محذوف: أي إن لم أكن رمة وإن كنت رمة، وقيل: هي واو الحال، وعلى الأول تكون (إن) شرطية، وهي على الثاني زائدة للمبالغة (كنت) كان: فعل ماض ناقص، وتاء المتكلم اسمه (رمة) خبر كان (لصوت) جار ومجرور متعلق بقوله يهش الآتي، وصوت مضاف و (صدى) مضاف إليه، وهو مضاف و (ليلى) مضاف إليه (يهش) فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى صدى صوتي، والجملة في محل نصب خبر ظل (ويطرب) معطوف على يهش.

الشاهد فيه: قوله (لو تلتقي) حيث وردت لو شرطية، بدليل الإتيان لها بجواب - وهو قوله (لظل صدى صوتي) - وقد وقع بعد (لو) في هذه العبارة الفعل المضارع الذي هو =