هذا باب إعراب الفعل
  أو ندور(١)، نحو: «أمّا بعد ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب اللّه؟»(٢).
= (لديكم) لدى: ظرف متعلق بمحذوف خبر لا، والضمير مضاف إليه، وجملة لا واسمها وخبرها في محل رفع خبر المبتدأ (ولكن) الواو حرف عطف، ولكن: حرف استدراك ونصب، واسمها ضمير مخاطبين محذوف (سيرا) مفعول مطلق لفعل محذوف تقع جملته خبرا للكن، وتقدير الكلام: ولكنكم تسيرون سيرا، وقيل: إن (سيرا) هو اسم لكن، وخبرها هو المحذوف، وتقدير الكلام على هذا: ولكن لكم سيرا (في) حرف جر (عراض) مجرور بفي، والجار والمجرور متعلق بسير، وعراض مضاف و (المواكب) مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله: (لا قتال لديكم) حيث حذف الفاء من جواب (أما) مع أن الكلام ليس على تضمن قول محذوف، وذلك ضرورة، ومثله قول الآخر:
فأمّا الصّدور لا صدور لجعفر ... ولكنّ أعجازا شديدا صريرها
ويستشهد النحاة بهذين البيتين على أن الرابط الذي ربط بين جملة الخبر والمبتدأ هو العموم، بحيث يكون المبتدأ فردا مما تدل الجملة عليه، وقد مضى بيانه في باب المبتدأ والخبر.
(١) قال المؤلف في المغني: «وزعم بعض المتأخرين أن فاء جواب (أما) لا تحذف في غير الضرورة أصلا، وأن الجواب في هذه الآية: (هي سورة آل عمران، الآية: ١٠٦) هو قوله تعالى: {فَذُوقُوا الْعَذابَ} والأصل: فيقال لهم ذوقوا. فحذف القول وانتقلت الفاء للمقول، وأن ما بينهما اعتراض» اه.
(٢) قد بينا لك أن الفاء الواقعة بعد (أما) هي الفاء التي تدخل على جواب الشرط، وقد كان من حق هذه الفاء أن تدخل على أول أجزاء جملة الجواب، كما أنها تدخل على أول أجزاء جواب الشرط مع كل أداة من أدوات الشرط، فأنت تقول (إن يزرني خالد فذلك فضل منه) وتقول (حيثما تتوجه فأنت ملاق خيرا) إلا أنهم خالفوا ذلك مع أما، ولهذا سر يجب أن تتنبه له، وهو أنهم التزموا مع أما أن يحذفوا جملة الشرط، وهذا معنى قولهم: (أما نائبة عن أداة الشرط وفعل الشرط جميعا) وهو ما أشار إليه ابن مالك بقوله:
(أما كمهما بك من شيء) ومتى كانوا يلتزمون حذف فعل الشرط ولا يذكرون إلا الجواب فلو قرنوا الفاء بأول أجزاء جملة الجواب فقالوا (أما فزيد منطلق) مثلا كانت =