[كم نوعان:]
  السابع: أن تستعمله مع العشرين وأخواتها، فتقدمه، وتعطف عليه العقد بالواو.
هذا باب كنايات العدد
  وهي ثلاثة: كم، وكأيّ، وكذا.
[كم نوعان:]
  أما (كم) فتنقسم إلى: استفهامية بمعنى أيّ عدد، وخبرية بمعنى كثير(١).
  ويشتركان في خمسة أمور(٢): كونهما كنايتين عن عدد مجهول الجنس
(١) يستعمل (كم) الاستفهامية من يسأل عن كمية الشيء، ويستعمل (كم) الخبرية من يريد الافتخار والتكثير، ولا تستدعي الخبرية جوابا.
(٢) تبين لنا أن مجموع ما يتفق فيه النوعان تسعة أمور:
الأول: أن كلّا منهما اسم، بدليل إضافتهما ودخول حرف الجر عليهما، فأنت تقول، بكم درهم اشتريت هذا الكتاب، وتقول، غلام كم رجل قهرت.
الثاني: أنهما مبنيان، لشبههما للحرف في الوضع على حرفين، أو في المعنى، فالاستفهامية تشبه همزة الاستفهام في المعنى، والخبرية تشبه رب في الدلالة على التكثير.
الثالث: أن بناءهما على السكون، وهذا واضح.
الرابع: أن كلّا منهما محتاج إلى التمييز، لكونهما يدلان على عدد مبهم الجنس والمقدار، وإنما يزول إبهام الجنس بالتمييز، تقول في الاستفهام (كم رجلا أعانك) وفي الإخبار (كم رجال أعانوك) أو (كم رجل أعانك) فلا يظهر الجنس إلا بذكر التمييز.
الخامس: أنه يجوز مع كل منهما حذف التمييز إن دل عليه دليل نحو (كم صمت) ومنع قوم من النحاة حذف تمييز كم الخبرية.
السادس: أن تمييز كل منهما لا يكون منفيا، فلا تقول (كم لا رجلا جاءك) نص عليه سيبويه.
السابع: أن كلّا منهما بسيط غير مركب على الراجح، وذهب الفراء إلى أن (كم) مركبة، وانظر ص ٢٤٦. =