[كم نوعان:]
= الثامن: أن كلّا منهما يجب تصديره؛ فلا يجوز أن يتقدم على إحداهما العامل فيها إلا أن يكون حرف جر أو مضافا.
التاسع: أن كلّا منهما يقع في مواقع الإعراب التي يقع فيها الآخر.
فيكون كل منهما مجرور المحل إن دخل عليه حرف جر نحو (بكم اشتريت) أو مضاف نحو (غلام كم رجل عندك).
وكل منهما يكون في محل نصب إن لم يتقدمه حرف جر أو مضاف، وكان كناية عن مصدر أو ظرف، فإن كان كناية عن مصدر فهو مفعول مطلق، وإن كان كناية عن ظرف فهو مفعول فيه، فالأول نحو (كم حلبة حلبت) والثاني نحو (كم يوما صمت).
وكل منهما إذا وليه فعل متعدّ لم يستوف مفعوله فهو في محل نصب مفعول به نحو (كم رجل ضربت) وإلا فهو في محل رفع مبتدأ، وذلك يشمل خمس صور:
الصورة الأولى: ألا يقع بعدهما فعل أصلا، نحو قولك (كم رجل في دارك) ونحو (كم كتاب عندك).
الصورة الثانية: أن يقع بعدهما فعل لازم، نحو قولك (كم رجل قام) ونحو قولك (كم كتاب دخل في ملكك).
الصورة الثالثة: أن يقع بعدهما فعل متعد رافع لضمير (كم) نحو قولك (كم رجل ضرب عمرا) ونحو قولك (كم صديق أعانك في هذا الأمر).
الصورة الرابعة: أن يقع بعدهما فعل متعد رافع لاسم ظاهر مضاف إلى ضمير (كم)، نحو قولك (كم رجل ضرب أخوه بكرا) ونحو قولك (كم رجل أعانك أخوه).
الصورة الخامسة: أن يقع بعد كل منهما فعل متعدّ رافع لأجنبي وقد استوفى مفعوله، نحو قولك (كم رجل ضرب زيد عمرا أمامه) ونحو قولك (كم رجل باع عمرو داره بشهادته).
ويجب في الصورة الخامسة أن يكون المفعول الذي نصبه الفعل غير ضمير (كم)، فإن كان المفعول الذي نصبه الفعل ضميرا يعود إلى كم - نحو قولك (كم رجل ضربته) وقولك (كم كتاب قرأته) - كان المثال من باب الاشتغال، وجاز إعراب (كم) مبتدأ خبره الجملة التي بعده، وجاز إعراب (كم) مفعولا به لفعل محذوف يفسره المذكور بعده.
فتلخص من هذا الكلام أن (كم) تكون في محل جر البتة في صورتين: أن يدخل عليها -