[قصر الأسماء ومدها ضربان:]
  [٥٣٦] -
  وأهل الوفا من حادث وقديم
  واختلفوا في جواز مدّ المقصور للضرورة، فأجازه الكوفيون متمسكين، بنحو قوله:
  [٥٣٧] -
  فلا فقر يدوم ولا غناء
[٥٣٦] - وهذا الشاهد مما لم أجد أحدا نسبه إلى قائل بعينه، والذي أنشده المؤلف عجز بيت من الطويل، وصدره قوله:
فهم مثل النّاس الّذي يعرفونه
اللغة: «فهم مثل الناس» يريد أن أمرهم مشتهر بين الناس اشتهارا يجعلهم يضربون بهم المثل في كل صفة من صفات الرجولية، أو يتشبهون به ويحتذونه ويتخذونه نبراسا «الوفا» هو ضد الغدر ونقض العهود.
الإعراب: «هم» ضمير منفصل مبتدأ «مثل» خبر المبتدأ، وهو مضاف و «الناس» مضاف إليه «الذي» اسم موصول صفة لمثل الناس مبني على السكون في محل رفع «يعرفونه» فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، وواو الجماعة فاعله، وضمير الغائب العائد إلى المثل مفعول به، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول «وأهل» الواو عاطفة، أهل: معطوف على خبر المبتدأ، وهو مضاف و «الوفا» مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر «من حادث» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من أهل الوفا «وقديم» الواو حرف عطف، قديم: معطوف على حادث.
الشاهد فيه: قوله: «الوفا» فإن أصله الوفاء بالمد، فلما احتاج لإقامة الوزن قصره اضطرارا.
[٥٣٧] - وهذا الشاهد أيضا مما لم يتيسر لي الوقوف على نسبته إلى قائل بعينه، والذي أنشده المؤلف عجز بيت من الوافر، وصدره قوله:
سيغنيني الّذي أغناك عنّي
الإعراب: «سيغنيني» سيغني: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به «الذي» اسم موصول فاعل سيغني مبني على السكون في محل رفع «أغناك» أغنى: فعل ماض فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الذي، وضمير المخاطب مفعول به مبني على الفتح في محل نصب «عني» جار ومجرور متعلق بقوله أغنى، والجملة من الفعل الماضي وفاعله لا محل لها من =