أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[يمتنع التغيير في خمسة مواضع]

صفحة 275 - الجزء 4

  حكم تجدّد حالة الجمع.

  الرابع: نحو: جوزات وبيضات، لاعتلال العين، قال اللّه تعالى: {فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ}⁣(⁣١)، وهذيل تحرّك نحو ذلك، وعليه قراءة بعضهم: {ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ}⁣(⁣٢)، وقول الشاعر:

  [٥٤٢] -

  أخو بيضات رائح متأوّب

  واتّفق جميع العرب على الفتح في عيرات - جمع عير - وهي الإبل التي تحمل الميرة، وهو شاذ في القياس، لأنّه كبيعة وبيعات، فحقّه الإسكان.


=

فإن يهجه يضجر كما ضجر بازل ... من الأدم دبرت صفحتاه وغاربه

فقد سكن جيم «ضجر» وباء «دبرت» وأصل كل واحدة منهما مكسورة.

(١) سورة الشورى، الآية: ٢٢.

(٢) سورة النور، الآية: ٥٨.

[٥٤٢] - نسبوا هذا الشاهد لشاعر من شعراء هذيل، ولم يعينوه، وقد بحثت عنه طويلا في أشعار الهذليين فلم أعثر عليه، والذي أنشده المؤلف صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

رفيق بمسح المنكبين سبوح

اللغة: «أخو بيضات» أي صاحب بيضات وملازم لهن، والبيضات: جمع بيضة، وهي معروفة للحيوان ذي الريش «رائح» اسم الفاعل من راح يروح رواحا، وهو السير وقت العشي، والمراد به راجع إلى عشه الذي درج منه «متأوب» اسم الفاعل من تأوب، وذلك إذا جاء في أول الليل.

الإعراب: «أخو» خبر مبتدأ محذوف، أي: هو أخو، وأخو مضاف و «بيضات» مضاف إليه «رائح» صفة لأخو بيضات، أو خبر ثان للمبتدأ «متأوب» مثله «رفيق» مثله «بمسح» جار ومجرور متعلق برفيق، ومسح مضاف و «المنكبين» مضاف إليه «سبوح» مثل الأسماء قبله.

الشاهد فيه: قوله (بيضات) حيث فتح العين اتباعا لفتحة الفاء في جميع الاسم الثلاثي المعتل العين، وهذا الاتباع شاذ في لغة عامة العرب، إلا هذيلا فإنهم يجيزون اتباع العين للفاء على أي حال، نعني سواء أكانت العين حرف علة كما في هذا الشاهد أم كانت حرفا صحيحا.