[حقيقته، وأنواع التغير فيه عما في صيغة المفرد عدد أبنيته، وانقسامه إلى جمع قلة وجمع كثرة وحد كل منهما]
  وقال:
  [٥٤٤] -
  كأنّهم أسيف بيض يمانية
= الإعراب: «لكل» جار ومجرور متعلق بقوله لبست، وكل مضاف و «دهر» مضاف إليه «قد» حرف تحقيق «لبست» فعل ماض وفاعله «أثوبا» مفعول به للبس منصوب بالفتحة الظاهرة.
الشاهد فيه: قوله «أثوبا» فإنه جمع ثوب، وهو اسم ثلاثي مفتوح الأول ساكن الثاني، ولكنه معتل العين، وقياس نظائره أن يجمع على أفعال، تقول: ثوب وأثواب، ونول وأنوال، وطود وأطواد، وحوض وأحواض؛ فإن كان الاسم المذكور صحيح العين جمع على أفعل نحو فلس وأفلس وكلب وأكلب وربع وأربع، وقد جمع الراجز هذا الاسم على ما يجمع عليه صحيح العين لا على ما يجمع عليه نظائره من المعتل، وذلك شاذ.
[٥٤٤] - لم أقف لهذا الشاهد على نسبة إلى قائل معين، والذي أنشده المؤلف صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:
عضب مضاربها باق بها الأثر
اللغة: «أسيف» جمع سيف، وهو موضع الاستشهاد بالبيت، وستعرف وجهه «بيض» جمع أبيض، وأراد به أنه شديد البريق واللمعان «يمانية» هي المنسوبة إلى اليمن؛ وهم يزيدون في النسب إلى اليمن ألفا قبل النون ويستغنون بذلك عن ياء النسبة، فيقولون:
يمان، وهم يريدون يمنيا، وفي الحديث «العلم يمان والحكمة يمانية» وقال الشاعر، وهو عروة بن حزام:
هواي أمامي ليس خلفي معرّج ... وشوق قلوصي بالعشيّ يمان
«عضب» أي قاطع «مضاربها» جمع مضرب، وهو مكان الضرب «الأثر» فرند السيف وجوهره.
الإعراب: «كأنهم» كأن: حرف تشبيه ونصب، وضمير الغائبين اسمه «أسيف» خبر كأن «بيض» نعت لأسيف «يمانية» نعت ثان لأسيف.
الشاهد فيه: قوله «أسيف» فإنه جمع سيف، وهو اسم ثلاثي على فعل بفتح فسكون معتل العين، وقد جمعه على أفعل، وقياس نظائره أن يجمعه على أفعال، مثل بيت وأبيات ولكنه جمعه كما يجمع صحيح العين، وذلك شاذ نظير ما ذكرناه في الشاهد السابق.