هذا باب جمع التكسير
  الثاني: الاسم، الرباعي، المؤنث، الذي قبل آخره مدة، كعناق، وذراع، وعقاب، ويمين، وشذّ في نحو: شهاب وغراب من المذكّر.
  الثاني: أفعال، وهو لاسم ثلاثي، لا يستحق أفعل، إما لأنه على فعل، ولكنه معتل العين نحو: ثوب وسيف، أو لأنّه على غير فعل، نحو: جمل، ونمر، وعضد، وحمل، وعنب، وإبل، وقفل، وعنق، ولكنّ الغالب في فعل - بضم الأول وفتح الثاني - أن يجيء على فعلان - كصرد، وجرذ، ونغر، وخرز - وشذّ نحو: أرطاب، كما شذّ في فعل المفتوح الفاء الصّحيح العين السّاكنها، نحو: أحمال، وأفراخ، وأزناد، قال اللّه تعالى {وَأُولاتُ الْأَحْمالِ}(١). وقال الحطيئة:
  [٥٤٥] -
  ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ
(١) سورة الطلاق، الآية: ٤
[٥٤٥] - هو من قول الحطيئة يخاطب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وكان قد حبسه حين هجا الزبرقان بن بدر، والذي أنشده المؤلف صدر بيت من البسيط، وعجزه قوله:
زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
اللغة: «لأفراخ» الأفراخ: جمع فرخ - بفتح الفاء وسكون الراء - وهو ولد الطائر، والمراد هنا الصغار من أولاد الشاعر، استعارة «ذو مرخ» بفتح الميم والراء جميعا وآخره خاء معجمة - اسم واد كثير الشجر قريب من فدك، واسم لواد آخر باليمامة، والمراد هنا الثاني «زغب الحواصل» الزغب: جمع أزغب، وهو الذي نبت عليه الزغب - بفتح الزاي والغين جميعا - وهو شعر أصفر ينبت على الفرخ ثم يزول عنه ويخلفه الريش، والحواصل: جمع حوصلة، وهي وعاء يكون في أسفل عنق الطائر وفيه يجتمع غذاء الطائر، وهذه العبارة كناية عن صغر الفرخ وضعفه.
الإعراب: «ماذا» اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به لتقول «تقول» فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «لأفراخ» جار ومجرور متعلق بتقول «بذي» جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لأفراخ، وذي مضاف و «مرخ» مضاف إليه «زغب» صفة لأفراخ، وهو مضاف و «الحواصل» مضاف إليه «لا» نافية «ماء» مبتدأ والخبر محذوف، والتقدير: لا ماء لهم =