هذا باب الموصول
  أي حب اللاتي، وقال:
  [٤٧] -
  فما آباؤنا بأمنّ منه ... علينا اللّاء قد مهدوا الحجورا
  أي الذين.
= العاقلات والدليل على ذلك شيئان: أولهما المعنى، فإنه يريد أن حب هذه المرأة قد أزال حب النساء الألى كن قبلها، وثانيتهما الضمير الموضوع لجماعة الإناث في قوله «كن قبلها» فإنه يدل على ما ذكرناه من أن المراد بالألى جماعة الإناث. ومثل هذا الشاهد قول الآخر:
فأمّا الأولى يسكنّ غور تهامة ... فكلّ فتاة تترك الحجل أقصما
والأصل في «الأولى» أن يستعمل في جمع الذكور، نحو قول الشاعر:
رأيت بني عمّي الأولى يخذلونني ... على حدثان الدّهر إذ يتقلّب
وسنذكر له شاهد آخر - كما سنذكر للممدود شواهد - مع شرح الشاهد التالي.
[٤٧] - هذا البيت من الوافر، وهو لرجل من بني سليم لم يعينه العلماء.
اللغة: «أمن» أفعل تفضيل من قولهم «من عليه» إذا أنعم عليه «مهدوا» - بفتح الهاء مخففة - من قولك «مهدت الفراش مهدا» إذا بسطته، ووطأته، وهيأته ومن هنا سمي الفراش مهدا لوثارته وبسطه، وقال اللّه تعالى: {فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} أي: يوطئون.
ومن ذلك تمهيد الأمور، أي: تسويتها وإصلاحها «الحجور» جمع حجر - بفتح الحاء أو كسرها أو ضمها - وهو حضن الإنسان. ويقال «نشأ فلان في حجر فلان» - بكسر الحاء أو فتحها - يريدون في حفظه وستره ورعايته.
المعنى: ليس آباؤنا - وهم الذين أصلحوا شأننا ومهدوا أمرنا وجعلوا حجورهم لنا كالمهد - أكثر نعمة علينا وفضلا من هذا الممدوح.
الإعراب: «ما» نافية بمعنى ليس «آباؤنا» آباء: اسم ما، وآباء مضاف والضمير مضاف إليه «بأمن» الباء زائدة، وأمن: خبر ما «منه، علينا» كلاهما جار ومجرور متعلق بأمن، وقوله «اللاء» اسم موصول صفة لآباء «قد» حرف تحقيق «مهدوا» فعل وفاعل، والجملة لا محل لها صلة الموصول «الحجورا» مفعول به لقوله مهدوا، والألف للإطلاق.
الشاهد فيه: قوله «اللاء» حيث أطلقه على جماعة الذكور العقلاء، فجاء به وصفا لآباء، وهو قليل، وإنما يطلق عليهم أصالة «الألى» مقصورا أو ممدودا، فمن الأول قول أبي ذؤيب الهذلي: =