أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب الموصول

صفحة 132 - الجزء 1

  [٤٦] -

  محا حبّها حبّ الألى كنّ قبلها


[٤٦] - هذا صدر بيت من الطويل، وعجزه قوله:

وحلّت مكانا لم يكن حلّ من قبل

وقد نسبوا هذا البيت إلى مجنون ليلى قيس بن ملوح العامري، ولم أجده في ديوان شعره، ووجدت صاحب تزيين الأسواق (١/ ٦٥) قد نسبه إليه ثالث ثلاثة أبيات، والبيتان اللذان قبله هما قوله:

أظنّ هواها تاركي بمضلّة ... من الأرض لا مال لديّ ولا أهل

ولا أحد أفضي إليه وصيّتي ... ولا صاحب إلّا المطيّة والرّحل

اللغة: «محا» تقول: محوت الكتابة أمحوها محوا - من باب نصر - إذ أزلتها «الألى كن قبلها» أراد النساء اللاتي عرفهن وأحبّهن من قبل أن يتعرف إلى ليلى «وحلت مكانا - الخ» أراد أن حبها لم يكتف بأن أزال كل أثر في قلبه لمن كان قبلها، بل زاد على ذلك أن حل مكانا كان فارغا من الهوى.

المعنى: أراد أن حب هذه المرأة قد ملك عليه كل قلبه، وأنه غطى على كل حب كان قبلها، وأنه لم يترك له متصرفا.

الإعراب: «محا» فعل ماض «حبها» حب: فاعل محا، وحب مضاف وضمير الغائبة مضاف إليه «حب» مفعول به، وحب مضاف و «الألى» اسم موصول مضاف إليه «كن» كان: فعل ماض ناقص، ونون النسوة العائد على الألى اسمها «قبلها» قبل: ظرف متعلق بمحذوف خبر كان، وقبل مضاف وضمير الغائبة العائد إلى المحبوبة مضاف إليه، وجملة كان واسمه وخبره لا محل لها صلة الموصول «وحلت» الواو عاطفة، حل: فعل ماض، والتاء علامة على تأنيث الفاعل، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي «مكانا» مفعول به لحل «لم» نافية جازمة «يكن» فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى المكان «حل» فعل ماض مبني للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى اسم يكن، وجملة الفعل ونائب فاعله في محل نصب خبر يكن، وجملة يكن واسمه وخبره في محل نصب صفة لمكان «من» حرف جر «قبل» ظرف زمان مبني على الضم في محل جر بمن، والجار والمجرور متعلق بحل المبني للمجهول.

الشاهد فيه: قوله «الألى كن قبلها» حيث استعمل لفظ «الألى» في جماعة الإناث =