أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

هذا باب جمع التكسير

صفحة 286 - الجزء 4

  أحدها: معتلّ العين كحوت، والثاني: معتلّ اللام، كمدي⁣(⁣١)، وشذّ في نؤي نؤيّ، قال:

  [٥٤٩] -

  خلت إلّا أياصر أو نؤيّا

  الثالث: المضاعف، ك (مدّ) وشذّ في حصّ - بالحاء المهملة، وهو


(١) المدى - بضم الميم وسكون الدال - مكيال، وقال الجوهري: هو القفيز الشامي، وقال ابن الأعرابي: هو مكيال ضخم لأهل الشام وأهل مصر، ويجمع على أمداء، قال سيبويه: لا يكسر على غير ذلك، وهو غير المد.

[٥٤٩] - هذا الشاهد من كلام الطرماح، قاله صاحب اللسان (مادة أضا) والذي أنشده المؤلف هنا صدر بيت من الوافر، وعجزه قوله:

محافرها كأشربة الإضينا

اللغة: «الأياصر» جمع أيصر، وهو حبل قصير يشد في أسفل الخباء إلى وتد «النؤي» جمع نؤي - بضم فسكون - وهي حفيرة تجعل حول الخباء لئلا يدخله المطر، «الإضين» - بكسرة الهمزة والضاد المعجمة - جمع أضاة، وهذا ملحق بجمع المذكر السالم لكون المفرد ليس علما ولا وصفا لمذكر عاقل. وأصل نؤي نؤوي - بضم النون والهمزة بعدهما واو - فلما اجتمع الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون قلبت الواو ياء، ثم أدغمت الياء في الياء، ثم قلبت ضمة الهمزة كسرة لتناسب الياء، ويجوز قلب ضمة النون كسرة أيضا للمناسبة، ويجوز بقاؤها بحالها.

الإعراب: «خلت» خلا: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي، والتاء للتأنيث «إلا» أداة استثناء «أياصر» منصوب على الاستثناء «أو» حرف عطف «نؤيّا» معطوف على أياصر.

الشاهد فيه: قوله: «نؤيّا» بضم النون والهمزة وتشديد الياء - فإنه جمع نؤي - بضم النون وسكون الهمزة، بزنة قفل - وأصله نؤوي، على فعول - بضم الفاء والعين - فاجتمعت الواو والياء في كلمة وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء ثم أدغمت الياء في الياء، فصار نؤيا، فالنون مضمومة، والياء مشددة، والهمزة بينهما أصلها الضم، وتكسر لمناسبة الياء، ويجوز أيضا كسر النون للتناسب على ما بيناه في لغة البيت، فافهم ذلك.