هذا باب جمع التكسير
  وقد يكون مقصورا من نمور للضرورة(١)، وقالوا: أنمار.
  والثّلاثة الباقية الاسم الثّلاثي السّاكن العين: مفتوح الفاء نحو: كعب وفلس، ومكسورها نحو: حمل وضرس، ومضمومها، نحو: جند وبرد، إلّا في ثلاثة؛
= جمع السلامة على سمرات كما في قول امرئ القيس:
كأنّي غداة البين لمّا تحمّلوا ... لدى سمرات الحيّ ناقف حنظل
«عيائيل» جمع عيّل - بفتح العين وتشديد الياء مكسورة - وهو واحد العيال، والمراد به هنا أشبال السباع، وقيل: الصواب في هذه الكلمة «غيائيل» جمع غيل - بفتح الغين المعجمة وسكون الياء على غير قياس - وهو موضع الأسد «نمر» بضمتين - جمع نمر - بفتح فكسر - وهو حيوان كاسر معروف.
الإعراب: «فيها» جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم «عيائيل» مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، و «أسود» مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة «ونمر» الواو حرف عطف، نمر: معطوف على أسود مجرور بالكسرة الظاهرة، وسكن لأجل الوقف.
الشاهد فيه: قوله «ونمر» بضم النون والميم جميعا، وللعلماء فيه ثلاثة أوجه، أولها أنه فعل بضمتين من أول الأمر، وثانيها أن أصله نمور على فعول ثم اقتطع بحذف الواو، وثالثها أن أصله نمر بسكون الميم ثم وقف عليه بنقل حركة آخره إلى ما قبلها أو أتبع ثانيه لأوله، وهذا الثالث ذكره ابن الضائع.
ويستدل بهذا الشاهد في باب الإبدال في قوله: «عيائيل» حيث أبدلت الهمزة من الياء مع كونها مفصولة من آخر الكلمة بحرف وهو ياء الإشباع، وسيأتي للمؤلف الاستشهاد به هناك ونذكر وجهه.
(١) وقد يكون هذا الوجه أقرب إلى القبول، لأنا وجدناهم يحذفون واو «فعول» إذا اضطروا لذلك، فمن هذا قول الأخطل التغلبي:
كلمع أيدي مثاكيل مسلّبة ... يندبن ضرس بنات الدّهر والخطب
أراد أن يقول «والخطوب» جمع خطب، فلم يساعده الوزن، فحذف الواو.
ومن ذلك قول الآخر:
إنّ الّذي قضى بذا قاض حكم ... أن ترد الماء إذا غاب النّجم
فإنه أراد أن يقول «إذا غاب النجوم» فلم يستقم له الوزن، فحذف الواو.