[الموصول المشترك ستة ألفاظ]
  وقوله:
  [٤٩] -
  ألا عم صباحا أيّها الطّلل البالي ... وهل يعمن من كان في العصر الخالي
= من، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ «جناحه» جناح: مفعول به ليعير، والضمير مضاف إليه «لعلي» لعل: حرف ترجّ ونصب، والياء اسمها «إلى» حرف جر «من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر بإلى، والجار والمجرور متعلق بقوله «أطير» الآتي «قد» حرف تحقيق «هويت» فعل وفاعل، والجملة لا محل لها صلة الموصول، والعائد ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والجملة في محل رفع خبر «لعل».
الشاهد فيه: قوله «من يعير» حيث استعمل «من» في غير العاقل، فأطلقه على القطا، لأنه ناداه أول الأمر بقوله «أسرب القطا» والنداء معناه طلب إقبال من تناديه عليك، ولا يتصور أن تطلب الإقبال إلّا من العاقل الذي يفهم الطلب ويفهم الإقبال ويصنعه، فلما تقدم بندائه استساغ أن يطلق عليه اللفظ الذي لا يستعمل إلّا في العقلاء بحسب وضعه ومثل ذلك الشاهد الذي يلي هذا وهو قول امرئ القيس بن حجر الكندي:
ألا عم صباحا أيّها الطّلل البالي ... وهل يعمن من كان في العصر الخالي
[٤٩] - هذا بيت من الطويل، وهو مطلع قصيدة لامرئ القيس بن حجر الكندي.
اللغة: «عم صباحا» هذه إحدى تحيات العرب في الجاهلية، كانوا يقولون: عم صباحا، وعم مساء، وعم ظلاما، ويقولون: أنعم صباحا، وأنعم مساء. وقد اختلفوا في «عم» فقال بعض أهل اللغة: هو فعل أمر من المثال الواوي وماضيه وعم، وقال بعضهم: بل هو مقتطع من «أنعم» بحذف همزة الوصل والنون الساكنة بعدها «الطلل» كل ما بقي شاخصا مرتفعا من آثار ديار الأحبة، وأما ما بقي فيها لاصقا بالأرض فهو الرسم «البالي» اسم فاعل من بلي الشيء يبلى - على مثال رضي يرضى - إذا أصابه البلى «العصر» بضمتين - لغة في العصر بفتح فسكون «الخالي» الماضي.
الإعراب: «ألا» أداة استفتاح «عم» فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت «صباحا» ظرف زمان منصوب بعم «أيها» أي: منادى بحرف نداء محذوف، مبني على الضم في محل نصب، وها: حرف تنبيه «الطلل» نعت لأي «البالي» نعت للطلل «وهل» حرف استفهام «يعمن» فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، ونون التوكيد الخفيفة حرف مبني على السكون لا محل له «من» اسم موصول فاعل يعم، مبني على السكون في محل رفع «كان» فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الاسم الموصول «في العصر» جار ومجرور متعلق =