أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: كيفية النسب إلى الاسم الممدود]

صفحة 303 - الجزء 4

  شياه، فتقول: شاهيّ، وأبو الحسن يقول: شوهي، لأنّه يردّ الكلمة بعد ردّ محذوفها إلى سكونها الأصليّ.

  الثانية: أن تكون اللّام قد ردّت في تثنية، كأب، وأبوان، أو في جمع تصحيح، كسنة وسنوات أو سنهات، فتقول: أبوي وسنوي أو سنهي، وتقول في ذو وذات: ذوويّ، لأمرين، اعتلال العين، وردّ اللّام في تثنية ذات، نحو: {ذَواتا أَفْنانٍ}⁣(⁣١)، وتقول في أخت: أخوي، كما تقول في أخ. وتقول في بنت: بنوي، كما تقول في ابن، إذا رددت محذوفه، لقولهم: أخوات وبنات، بحذف التّاء والردّ في صيغة المذكّر الأصليّة، وسرّه أنّ الصّيغة كلّها للتأنيث، فوجب ردّها إلى صيغة المذكّر، كما وجب حذف التّاء في مكّيّ وبصريّ ومسلمات، ويونس يقول فيهما:

  أختيّ وبنتيّ، محتجّا بأن التّاء لغير التّأنيث، لأنّ [ما] قبلها ساكن صحيح⁣(⁣٢)، ولأنّها لا تبدل في الوقف هاء، وذلك مسلّم، ولكنّهم عاملوا صيغتهما معاملة تاء التّأنيث، بدليل مسألة الجمع.

  ويجوز ردّ اللّام وتركها، فيما عدا ذلك، نحو: يد، ودم، وشفة، تقول:

  يدويّ أو يديّ، ودمويّ، أو دميّ، وشفيّ أو شفهيّ، قاله الجوهريّ وغيره، وقول


(١) سورة الرحمن، الآية: ٤٨

(٢) أي وتاء التأنيث ملتزم فتح ما قبلها إذا كان حرفا صحيحا كما في فاطمة وحمزة، بخلاف نحو فتاة وقناة.

فتلخص من هذا ومما ذكره المؤلف أن في النسب إلى المركب الإضافي الذي شابه مصدره ثلاث لغات كلها وارد عن العرب، الأولى: أن تنسب إلى صدره فيقول «عبدي» في النسب إلى عبد شمس وإلى عبد الأشهل، وقال سويد بن أبي كاهل، على هذه اللغة، في النسب إلى عبد القيس:

وهم صلبوا العبديّ في جذع نخلة ... فلا عطست شيبان إلّا بأجدعا

اللغة الثانية: أن تنسب إلى عجز هذا المركب، فتقول «قيسي» في النسب إلى عبد القيس، وتقول «منافي» في النسب إلى عبد مناف، وتقول «أشهلي» في النسب إلى عبد الأشهل، وتقول «مطلبي» في النسب إلى عبد المطلب، اللغة الثالثة: أن تنحت من صدر المركب وعجزه اسما على وزن جعفر ثم تنسب إلى هذا الاسم.