أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: الوقف على المتحرك - غير تاء التأنيث - له خمسة أوجه]

صفحة 309 - الجزء 4

  إحداها: أن يكون محذوف الفاء، كما إذا سمّيت بمضارع وفي أو وعى، فإنّك تقول: (هذا يفي) و (هذا يعي) بالإثبات؛ لأنّ أصلهما يوفي ويوعي فحذفت فاؤهما، فلو حذفت لامهما، لكان إجحافا.

  الثّانية: أن يكون محذوف العين، نحو: مر، اسم فاعل من أرى، وأصله:

  مرئي، بوزن مرعي؛ فنقلت حركة عينه - وهي الهمزة - إلى الرّاء، ثمّ أسقطت، ولم يجز حذف الياء في الوقف لما ذكرنا.

  الثّالثة: أن يكون منصوبا: منوّنا كان، نحو: {رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً}⁣(⁣١) أو غير منوّن، نحو: {كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ}⁣(⁣٢).

  فإن كان مرفوعا، أو مجرورا، جاز إثبات يائه وحذفها، ولكن الأرجح في المنوّن الحذف، نحو: (هذا قاض)، و (مررت بقاض)، وقرأ ابن كثير: ولكل قوم هادي⁣(⁣٣) {وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ}⁣(⁣٤)، والأرجح في غير المنوّن الإثبات، ك (هذا القاضي)، و (مررت بالقاضي).

[فصل: الوقف على المتحرك - غير تاء التأنيث - له خمسة أوجه]

  فصل: ولك في الوقف على المحرّك الذي ليس هاء التّأنيث خمسة أوجه:

  أحدها: أن تقف بالسّكون، وهو الأصل، ويتعيّن ذلك في الوقف على تاء التأنيث.

  والثاني: أن تقف بالرّوم، وهو: إخفاء الصّوت بالحركة، ويجوز في الحركات كلّها، خلافا للفرّاء في منعه إيّاه في الفتحة، وأكثر القرّاء على اختيار قوله.

  والثالث: أن تقف بالإشمام، ويختصّ بالمضموم، وحقيقته: الإشارة


(١) سورة آل عمران، الآية: ١٩٣

(٢) سورة القيامة، الآية: ٢٦

(٣) سورة الرعد، الآية: ٧.

(٤) سورة الرعد، الآية: ١١