أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[فصل: الوقف على المتحرك - غير تاء التأنيث - له خمسة أوجه]

صفحة 310 - الجزء 4

  بالشّفتين إلى الحركة بعيد الإسكان، من غير تصويت؛ فإنّما يدركه البصير دون الأعمى.

  والرابع: أن تقف بتضعيف الحرف الموقوف عليه، نحو: (هذا خالدّ)، و (هو يجعلّ)، وهو لغة سعديّة، وشرطه خمسة أمور، وهي: أن لا يكون الموقوف عليه همزة، كخطأ ورشأ، ولا ياء، كالقاضي، ولا واوا، كيدعو، ولا ألفا، كيخشى، ولا تاليا لسكون، كزيد وعمرو.

  والخامس: أن تقف بنقل حركة الحرف إلى ما قبله، كقراءة بعضهم:

  {وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ}⁣(⁣١)، وقوله:

  [٥٥٥] -

  أنا ابن ماويّة إذ جدّ النّقر


(١) سورة العصر، الآية: ٣.

[٥٥٥] - قد اختلفوا في نسبة هذا الشاهد: فقال الصغاني: هو لفدكي بن عبد اللّه المنقري، وقال ابن السيد: هو لعبد اللّه بن ماوية الطائي، ونسبه سيبويه (ج ٢ ص ٢٨٤) إلى بعض السعديين ولم يعينه. وهذا الذي أنشده المؤلف بيت من مشطور الرجز. وبعده قوله:

وجاءت الخيل أثافيّ زمر

اللغة: «النقر» أصله بفتح النون وسكون القاف - صوت من طرف اللسان يسكن به الفارس فرسه إذا اضطرب به، وذكر المؤلف أنه وجده بخط ابن النحاس «النفر» بالفاء الموحدة، والذي في كتاب سيبويه هو ما قدمناه، قال الأعلم «الشاهد فيه إلقاء حركة الراء على القاف للوقف، والنقر: صوت يسكن به الفرس عند احتمائه لشدة حركته، أي: أنا الشجاع البطل إذا احتمت الخيل عند اشتداد الحرب» اه كلامه.

الإعراب: «أنا» ضمير منفصل مبتدأ «ابن» خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وابن مضاف و «ماويّة» مضاف إليه، مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث «إذ» ظرف زمان متعلق بخبر المبتدأ لأنه في المعنى أنا الشجاع المقدام عند اشتداد الحرب «جد» فعل ماض «النقر» فاعل جد مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بسكون الوقف.

الشاهد فيه: قوله: «النقر» فإن أصله بقاف ساكنة بعدها راء متحركة بالحركة الإعرابية، وهي الضمة هنا، ولكنه لما أراد الوقف نقل الضمة من الراء إلى القاف قبلها.