[فصل: لهاء السكت ثلاثة مواضع]
  [٥٥٧] -
  فما إن يقال له من هوه
  ولا تدخل في نحو: (جاء زيد)، لأنّه معرب، ولا في نحو: (اضرب)، و (لم يضرب) لأنّه ساكن، ولا في نحو: (لا رجل) و (يا زيد) و (من قبل ومن بعد) لأنّ بناءهن عارض، وشذّ قوله:
  [٥٥٨] -
  أرمض من تحت وأضحى من عله
[٥٥٧] - هذا الشاهد من كلام حسان بن ثابت الأنصاري، شاعر النبي ﷺ، والذي أنشده المؤلف ههنا عجز بيت من المتقارب، وصدره قوله:
إذا ما ترعرع فينا الغلام
اللغة: «ترعرع» تقول «ترعرع الصبي» أي تحرك ونشأ «الغلام» بضم الغين، بزنة الغراب - الصبي، والأنثى غلامة، وقال الشاعر يصف فرسا:
تهان لها الغلامة والغلام
ويجمع الغلام على غلمة وعلى غلمان، مثل صبية ومثل صبيان «فما إن يقال له من هوه» يريد أنه لا يسأله أحد عن نفسه؛ لأنه يشتهر ويعرف شأنه.
الإعراب: «إذا» ظرفية تضمنت معنى الشرط «ما» زائدة «ترعرع» فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب «فينا» جار ومجرور متعلق بقوله ترعرع «الغلام» فاعل ترعرع «فما» الفاء واقعة في جواب إذا، وما: حرف نفي «إن» زائدة «يقال» فعل مضارع مبني للمجهول «له» جار مجرور متعلق بقوله يقال «من» اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ «هوه» هو: ضمير منفصل في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل رفع نائب فاعل يقال، والهاء هي هاء السكت.
الشاهد فيه: قوله: «هوه» حيث ألحق هاء السكت بالضمير، لكونه مبنيا على حركة وإنما جيء بالهاء مع المبني على حركة لتبقى حركة البناء - وهي الفتحة - بحالها، نظير الإتيان بها في قوله تعالى: {سُلْطانِيَهْ} و {مالِيَهْ} وهذا إنما يجري على لغة من بنى على الفتح، فأما من لم يفتح في ياء المتكلم مثلا فإنه يقف بالسكون ولا يأتي بهاء السكت، إذ لا فائدة في الإتيان بها حينئذ.
[٥٥٨] - هذا الشاهد قد نسبه العيني لأبي ثروان، ووقع خطأ في التصريح «لأبي مروان» وقد ورد أيضا في أرجوزة منسوبة لأبي الهجنجل. والذي أنشده المؤلف بيت من الرجز المشطور، وقبله قوله: =