[مسألة: قد يعطى الوصل حكم الوقف]
  فلحقت ما بني بناء عارضا؛ فإنّ (عل) من باب (قبل وبعد) قاله الفارسيّ والنّاظم، وفيه بحث مذكور في باب الإضافة، ولا في الفعل الماضي، ك (ضرب)، و (قعد)؛ لمشابهته للمضارع في وقوعه صفة وصلة، وخبرا، وحالا، وشرطا.
[مسألة: قد يعطى الوصل حكم الوقف]
  مسألة: قد يعطى الوصل حكم الوقف، وذلك قليل في الكلام، كثير في
=
يا ربّ يوم لي لا أظلّله
اللغة: «لا أظلله» أصله لا أظلل فيه - بالبناء للمجهول - فحذف حرف الجر وأوصل الفعل إلى الضمير بنفسه «أرمض» أصل هذه المادة قولهم: «رمضت قدم فلان» من باب فرح - إذا احترقت بالرمضاء، وقالوا: «أرمض فلان فلانا» إذا أحرقه بالرمضاء أيضا، وقالوا: «أرمضته الرمضاء» أي أحرقته «وأضحى» أي أتعرض للشمس في وقت الضحى، وقال الشيخ خالد - وتبعه الشيخ يس - هو بالبناء للمجهول كسابقيه، وليس بلازم، بل الأوفق فيه أن يكون مبنيا للمعلوم، نظير ما في قوله تعالى: {وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى}.
الإعراب: «يا» حرف تنبيه، أو حرف نداء والمنادى به محذوف، أي يا هؤلاء، مثلا «رب» حرف تكثير وجر شبيه بالزائد «يوم» مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد «لي» جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة ليوم «لا» حرف نفي «أظلله» أظلل: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا، والضمير المتصل به مفعول ثان على التوسع، أو هو منصوب محلّا على نزع الخافض كما قلنا في لغة البيت.
الشاهد فيه: قوله: «من عله» حيث ألحق هاء السكت كلمة «عل» وهي كلمة بناء عارضا، وذلك شاذ؛ لأنها إنما تلحق ما كان مبنيا بناء دائما كالضمائر.
وهذا الذي قاله المؤلف في هذه الكلمة هو ما قاله فيها ابن مالك تبعا لأبي علي الفارسي، ومن العلماء من قال: هذه الهاء ليست هاء السكت، ولكنها بدل من الواو التي هي لام الكلمة، وذلك لأن أصل «عل» علو - بفتح العين وسكون اللام وآخرها واو، كما جاء في قول الأعشى الباهلي يرثي أخاه لأمه المنتشر:
إنّي أتتني لسان لا أسرّ بها ... من علو لا عجب منها ولا سخر
فلما أراد الشاعر هنا أن يقف على «عل» رد لامها وقلبها هاء ووقف على هذه الهاء.