أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[أسبابها ثمانية]

صفحة 317 - الجزء 4

  أصله: القصب - بتخفيف الباء - فقدّر الوقف عليها، فشدّدها، على حد قولهم في الوقف: (هذا خالدّ) بالتّشديد، ثم أتى بحرف الإطلاق، وهو الألف، وبقي تضعيف الباء.

هذا باب الإمالة

  وهي: أن تذهب بالفتحة إلى جهة الكسرة؛ فإن كان بعدها ألف ذهبت إلى جهة الياء، كالفتى، وإلّا فالممال الفتحة وحدها، كنعمة وبسحر.

  وللإمالة أسباب تقتضيها، وموانع تعارض تلك الأسباب، وموانع لهذه الموانع تحول بينها وبين المنع.

[أسبابها ثمانية]

  أما الأسباب فثمانية:

  أحدها: كون الألف مبدلة من ياء متطرّفة، مثاله في الأسماء: الفتى، والهدى، ومثاله في الأفعال: هدى واشترى، ولا يمال نحو: ناب مع أن ألفه عن ياء، بدليل قولهم: أنياب؛ لعدم التطرف، وإنّما أميل نحو: فتاة ونواة، لأنّ تاء التّأنيث في تقدير الانفصال.

  الثاني: كون الياء تخلفها في بعض التّصاريف كألف ملهى، وأرطى، وحبلى، وغزا، فهذه وشبهها تمال؛ لقولهم في التّثنية: ملهيان، وأرطيان، وحبليان، وفي الجمع حبليات، وفي البناء للمفعول: غزي، وعلى هذا، فيشكل قول النّاظم: إنّ إمالة ألف (تلا) في {وَالْقَمَرِ إِذا تَلاها}⁣(⁣١) لمناسبة إمالة ألف {جَلَّاها}⁣(⁣٢)، وقوله وقول ابنه: إنّ إمالة ألف {سَجى}⁣(⁣٣)، لمناسبة إمالة {قَلى}⁣(⁣٤)، بل إمالتهما لقولك: قلي، وسجي.


(١) سورة الشمس، الآية: ٢.

(٢) سورة الشمس، الآية: ٣.

(٣) سورة الضحى، الآية: ٢.

(٤) سورة الضحى، الآية: ٣.