فصل في إبدال الهمزة
  وتشاركهما في ذلك الألف في نحو: حمراء، فإنّ أصلها حمرى كسكرى، فزيدت ألف قبل الآخر للمد كألف كتاب وغلام، فأبدلت الثانية همزة.
  الثانية: أن تقع إحداهما عينا لاسم فاعل فعل أعلّت فيه، نحو: قائل وبائع، بخلاف نحو: عين، فهو عاين، وعور فهو عاور.
  الثالثة: أن تقع إحداهما بعد ألف مفاعل، وقد كانت مدة زائدة في الواحد، نحو: عجائز وصحائف، بخلاف قسورة وقساور، ومعيشة ومعايش، وشذّ مصيبة ومصائب، ومنارة ومنائر.
  ويشارك الواو والياء في هذه المسألة الألف، نحو: قلادة وقلائد، ورسالة ورسائل.
  الرابعة: أن تقع إحداهما ثاني حرفين ليّنين بينهما ألف مفاعل، سواء كان اللينان ياءين كنيائف جمع نيّف، أو واوين، كأوائل: جمع أوّل، أو مختلفين كسيائد جمع سيّد إذ أصله سيود، وأمّا قوله:
  [٥٦٦] -
  وكحّل العينين بالعواور
[٥٦٦] - هذا الشاهد من كلام جندل بن المثنى الطهوي، والذي أنشده المؤلف بيت من الرجز المشطور، وقبله قوله:
غرّك أن تقاربت أباعري ... وأن رأيت الدّهر ذا الدّوائر
حنى عظامي وأراه ثاغري
اللغة: «كحّل» يجوز أن يكون بتشديد الحاء، ويجوز أن يكون بتخفيفها مفتوحة، فإنه يقال «كحل عينه» من باب قتل - وكحّلها - بالتضعيف - إذا وضع فيها الكحل، والكحل - بوزن القفل - غبرة حجر الإثمد، أو غبرة حريق الشحم، وإنما يوضع في العين تزيينا لها، واستعمله ههنا مجازا عن طرو الأذى والألم والوجع «العواور» جمع عوار - بضم العين وتشديد الواو - وهو وجع العين أو ما يسقط فيها، وبهما فسروا قول الخنساء:
قذى بعينك، أم بالعين عوّار ... أم أقفرت إذ خلت من أهلها الدّار
وكان من حق العربية عليه أن يقول «بالعواوير» فيقلب ألف المفرد ياء في الجمع =