هذا باب الإبدال
  الياء - واحد العيال، والياء زائدة للإشباع مثلها في قوله:
  [٥٦٧] -
  ... تنقاد الصّياريف
[٥٦٧] - هذا الشاهد من كلام الفرزدق يصف ناقة، وقد ذكرناه في أثناء كلامنا على الشاهد رقم ٣٦٨ في باب إعمال المصدر، والذي أنشده المؤلف ههنا قطعة من بيت من البسيط وهو بتمامه هكذا:
تنفي يداها الحصى في كلّ هاجرة ... نفي الدّراهيم تنقاد الصّياريف
وارجع إلى الموضع الذي أحلناك عليه.
اللغة: «تنفي» تبعد وتطرد «يداها» أراد يدي الناقة التي يصفها «هاجرة» الهاجرة: نصف النهار عند اشتداد الحر «نفي الدراهيم» هو مصدر نفاها ينفيها، بوزن رماها يرميها، إذا عرضها للنقد ونحى زيوفها «تنقاد» مصدر نقد الدراهم ينقدها نقدا، من باب نصر، إذا ميز رديئها من جيدها «الصياريف» جمع صيرف بوزن جعفر، وهو الخبير بالنقد الذي يبادل على بعضه ببعض، وكان من حق العربية عليه أن يقول «الصيارف» بغير ياء، أو يقول «الصيارفة» بزيادة تاء في آخره للدلالة على النسبة كما قالوا «الأشاعرة» و «المهالبة» و «الأزارقة» (انظر شرح الشاهد رقم ٤٨٧) ولكنه أشبع كسرة الراء فتولدت عنها ياء كما ورد مثل هذا الإشباع في قول امرئ القيس:
كأنّي بفتخاء الجناحين لقوة ... على عجل منّي أطأطئ شيمالي
فإنه أراد «شمالي» فأشبع كسرة الشين فتولدت عنها ياء، وكما وردت في قول الشاعر وهو عبدة بن الطبيب:
لمّا نزلنا نصبنا ظلّ أخبية ... وفار للقوم باللّحم المراجيل
أراد «المراجل» فأشبع كسرة الجيم فتولدت ياء.
المعنى: قال الأعلم: «وصف ناقة بسرعة السير في الهواجر، فيقول: إن يديها لشدة وقعهما في الحصى تنفيانه فيقرع بعضه بعضا، ويسمع له صليل كصليل الدنانير إذا انتقدها الصيرف فنفى رديئها عن جيدها، وخص الهاجرة لتعذر السير فيها» اه، أي فإذا كانت قوية السير شديدته في هذا الوقت فهي في غيره أقوى وأشد.
الإعراب: «تنفي» فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء «يداها» يدا: فاعل تنفي مرفوع بالألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى، ويدا مضاف وضمير الغائبة العائد إلى الناقة التي يصفها مضاف إليه «الحصى» مفعول به لتنفي «في» حرف جر «كل» مجرور بفي، والجار والمجرور متعلق بتنفي، وكل مضاف و «هاجر» مضاف إليه مجرور بالكسرة =